بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و آل محمد

حديث الكساء حديث صحيح

أرجوزة حديثة في حديث الكساء :

حديثُ الكساءِ حديثٌ صحيحْ           رواهُ الجميعُ بلفظٍ صريحْ

وحتّى ابنُ تـَيْمِيّةَ ٍ قال فيهْ            صحيحٌ ، فدعْ ما يقولُ  السفيهْ

(( قال ابن تيميَّة الحرَّاني : و أما حديث الكساء فهو صحيح رواه احمد و الترمذي من حديث أم سلمه ، و رواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة . )) . منهاج السنة : 3 / 3 .

ف “أحمدُهم” ما روى “التـِّرمذي”        رواهُ ، وَ”مسلمُهمْ” يحتذي

واحتذى مثاله احتذاءً اقتدى بهِ.

صحيح مسلم : 4 / 1883 ، حديث : 2424 ، طبعة : بيروت / لبنان  .

و إلا البخاريُّ لا ، ما رواهْ               و إن كانَ في شرطِهِ قدْ أتاهْ

الحاكم النيسابوري : المستدرك على الصحيحين (كتاب معرفة الصحابة : 3/146 ، و قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجه / طبعة : بيروت / لبنان .

و إن كانَ في اللفظِ بعضُ اختلافْ            فكلٌ لِتطبيقِهِ باعترافْ

فآيةُ تطهيرِهِمْ واضِحةْ                        وَطينةُ نـُكرانِها  فاضحهْ

فأحمدُ والمرتضى والتي                      هيَ المحورُ الأمُّ للعِتْرَةِ

فزوجُ الوصيِّ و بنتُ النبي                   بها التـِّم قد كان لِلْمَطلبِ

وأبناؤها المجتبى لا أزيدْ                   و ذاك الفخارُ حسينُ الشهيدْ

فآية تطهيرِهمْ أنزلتْ                         بلا أيِّ شكٍ ، وقد أحكمتْ

فهذا النبيُّ ، وَهذي نِساهْ                         يُبيّنّ مَنْعَ الجميعَ غِطاهْ

أنظر مثلاً : مسند احمد بن حنبل : 6 / 292 ، طبعة : بيروت / لبنان  .

فلا “عائِشٌ” اُدخلت في الكسا               ولا المسلمونَ رجالاً ، نسا

وقد قالَ قولتـَهُ فيـهمُ                            كما سورةُ الدهر تحويهُم ُ

فأهلُ النـُّبوَةِ قد شُخِّصوا                       ومِن ربِّهمْ كلُّهُمْ مُحِّصوا

فهمْ خمسةٌ باهلوا وحدَهُمْ                      فأينَ الذينَ أتوا  بعدهُمْ ؟!

وصلّى الإلهُ عليهمْ ولا                         مجالَ لِصحبٍ ومَنْ اُدْخِلا

كما خرج الصَّحبُ مِنها فقدْ                   خَرَجْنَ النساءُ ، وكلُّ أحدْ

فما بَعدَهُ غيرُ أهلٍ لهُ                              وهذا الحديثُ لهُ أهلُهُ

فما أدْخلَ الناسُ مِن بعدِهِ                       يدلّ على الزيغِ مِن بُعدهِ

فقد جَلـَّلَ الآلَ في بُرْدِهِ                        فمَنْ حُطَّـَّ لا بُدَّ مِنْ طردهِ

وَهاكَ الحديثَ بِنَظمي لهُ                      كما جابرٌ قد روى أصلهُ

هو الصحابي الجليل جدنا ( جابر بن عبد الله الأنصاري ) ، وهو من جملةٍ من الصحابة قد رووا حديث الكساء ، ويختص بأنه قد رواه عن سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام .

روتْ بِضعةُ المصطفى العالِمَهْ              أبوها أتى بيتها ، فاطمهْ

فَقَالَ : أَلسَّلامُ عليكِ ابنتي                    وروحيَ فاطِمُ يا بِضعتي

فقلتُ : عليك السلامُ أبَهْ                         وكلُّ سلامٍ لـَهُ مَرْتـَبَهْ

فقال : أرى تـَعَباً هدّني                           وقدْ عمَّ تأثيرُهُ بَدَني

فقلتُ : اُعيذكَ يا أبتاهْ                           مِن السوءِ باللهِ لا بسواهْ

فقال : أفاطمُ ، جئتُ إليهْ                      وَقالَ : الكساءَ ، فصارَ عليهْ

نظرتُ إليهِ إذا وجهُهُ                              كفِلـْقـَةِ بدرٍ ، ولا شبهُهُ

فما كان في الوقتِ إلا قليلْ                وقد جاءني حَسَنٌ في سبيلْ

فقال : أشَمُّ أريجَ النسيمْ                         أشَمُّ أريجَ النبيِّ الكريمْ

فقلتُ : نعمْ ذاك جَدُّ الحَسَنْ                   فقالَ : السلامُ على المؤتمَنْ

فقال : عليكَ السلامُ القَمِينْ                   أيا ولدي ياهُدى المُسلمينْ

القَمِينُ : كأميرٍ : الخَلِيقُ ، الجَديرُ .

فقال : أتأذنُ أنْ أدخلا                         بهذا الكسا يا نبيَّ الملا ؟!

 فقال : نعمْ ، قدْ أذِنتُ  لـَكا                 أصاحبَ حوضي وما لي لـَكا

أي الذي لي فهو لك .

فَما كانَ إلا قليلٌ أتى                     حسينٌ ، وبعدَ سلامِ الفتى

تساءلَ إني أشَمُّ الحَبيبْ                فهلْ جاءَ مَنزلـَنا مِن قريبْ ؟

فقلتُ : نعمْ هاهوَ المُرتجى                هُناك بِبُرْدٍ معَ المجتبى

فقال : السلامُ على جَدِّنا                أتأذنُ بالكونِ.. يا مَن ” دنى..” ؟!

فقال : نعمْ يا حبيبي حسينْ              و أنت الشفيعُ إلى الثقلينْ

فَأَقبَلَ حيدرةٌ  مِن وراهْ                 وبَعْدَ السلامِ ، وشمّ  شذاهْ

لقد قال إني أشمُّ الجنانْ             فهل خيرُها حلّ في ذي المكانْ ؟!

فقلتُ : نعم يا كريمَ اليدينْ                هناكَ النبيُّ مَعَ الحَسنينْ

فقالَ :السلامُ على مَن زكا             أأحضى بِقربك مِن فَضلِكا ؟!

فقال نعمْ يا أخي المُرتضى          وحامي لوائي بك المُقـْتضى

وثمّ أتيتُ الكساءَ المبينْ                بما ضمَّ مِن نُخْبَة الطيبينْ

فقلتُ السلامُ أيا أبتاهْ                    ومالي وما للجميع سواهْ

أأدخلُ تحتَ الكسا الفاصلِ؟!         فقال : نعمْ ، بَضعتي فادْخلي

فلمّا اكتملنا جميعاً هُناكْ               لقد فاخر اللهُ فينا المَلاك

و أومأ أحمدُ نحو السما                بيمناهُ يدعو بما صمّما

أياربّ أهليَ هاهمْ هنا                ونحنُ عبيدُكَ كُنْ حصننا

فلحمهمُ اللحمُ منّي كما                 دماؤهمُ في كياني الدما

فيؤلمُني ربّ إيلامُهمْ                  وإكرامُ أحمدَ إكرامُهم

وتُحزنُني ربّ أحزانُهُم               وتعلمُ ربي  فَما لي لهم

وغفرانُ ربي علينا هَما                فرحمتـُهُ عندنا دائما

وقد أخذ اللهُ ميثاقهم                    لذا أكدّ اللهُ إعظامهم

فحربُهُمُ حربُ ربِّ العبادْ            وسلمُهُمُ سلمُهُ في البلادْ

فيارب فاجعل عليَّ كما              عليهمْ صلاتـَكَ كي نـُكرَما

وَأذهِبْ أيارب رجسَ الذنوبْ       مِن الآل حتماً وكلَّ العيوبْ

وطهّرْهمُ طـُهْرَ ماءٍ طهورْ          نقياًّ مِن الرجسِ مَهْما يدورْ

أجاب الإلهُ دُعاءَ الرَّسولْ            بطرفة عينٍ بلا أن تزولْ

وما يُنكِرُ الآيَ إلا الخبيثْ           فهذا الكتابُ وهذا الحديثْ

فقال الأمينُ فمَنْ يا تـُرى            هُنالكَ تحتَ الكسا كوِّرا ؟!

أيا ملأَ القُرْبِ جاءَ النداء ْ             أعزُّ الخلائقِ تحْتَ الكِساءْ

هُناكَ … أبو فاطِمٍ ، جاءَها                  فضمَّ علياً وأبناءها

هُنا طـَلـَبَ الإذنَ هذا المَلكْ              لِيهبطـَ حتى يدورَ الفلكْ

ولمّا دنى عندَ حدِّ الكساءْ            وَسلّمَ ، قال رسولُ السماءْ

أتأذن لي بعد إذنِ “السلامْ”          لِأدخلَ أحمدُ عندَ الكرامْ ؟!

فردّ أبي مِن صميم اليقينْ            وقالَ ادْخلوها إذنْ آمنينْ

فقال : عليكمْ سلاماً قضاهْ            فأنتم حضيتمْ بكلِّ رضاهْ

وقد أقسمَ اللهُ في عزَّتِهْ               لِأجلِ النـَّبيِّ وَذي عِترتهْ

وقال الجليلُ لِمَن عندَهُ                 بأنَّ الزمانَ وما حدَّهُ

وأيَّ مكانٍ وما يحتوي               وأيَّ عزيزٍ بهِ يستوي

وكلَّ الذي قدْ تراهُ العيونْ     وما كان في السرِّ ذاكَ المصونْ

لِأجْلِ حَبيبي و آلِ الحبيبْ       خلقتُ الوجودَ ، بِهِ كي أثيبْ

فلولاهُمُ مَا خلقتُ المَلـَكْ            ولا فـَلكٌ دارَ إلا هَلـَكْ

ولا الأرضُ قامتْ بِدَحْوٍ ولا      هناكَ بحارٌ ولا  مِن فلا

ولا النَّجمُ لاحَ ولا كوكبُ         كما عِندَها النـّورُ مُسْتـَغْرَبُ

وإنْ شبهةٌ جابهتْ ذِهنـَكا             وسـبَّبَ ذلك إرْباكـَكا

جوابُكَ في آيةٍ ظاهرٌ                 وردُّكَ مِن عندِها ناهرٌ

فإنَّ العبادةَ والمعرفهْ                 أتمُّ دليلٍ لِهذي الصفهْ

إشارة لقوله تعالى : « و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون » ، وكما فسر ابن عباس العبادة هنا بالمعرفة  أي ليعرفوني ، وكلا المعنيين وارد ‏.‏

وقد قال تعالى : ” هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات ” (البقرة – 29) .

وكذلك قال عز من قائل  : ” وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه ” سوره الجاثية 13 .

شهودٌ عدولٌ لِمسألةٍ                لها عقلـُنا حارَ مِن شُبْهَةٍ

وقدْ خلق اللهُ هذا الوُجودْ       لِأجلِهِما ، كيفَ يَخفى الشهودْ ؟

فهلْ عَبَدَ اللهَ إلا هُمُ                 تمامَ العبادةِ ؟ ، حاشاهمُ

وهل عَرِفَ اللهَ حقاً تُرى         سوى آلِ طه ؟ ، فماذا ترى ؟

فلا تسلـُكَنَّ طريقَ الضَّلالْ         فإن المُضِلَّ بِأسوءِ حالْ

همُ العابِدونَ همُ العارِفونْ         فلا الأولونَ ولا الآخِرونْ

فماذا هُنالِكَ يا مُسْلِمونْ             وما بعدَ ذلكَ إلا الظنونْ

لِنـَرْجِعَ نـُكْمِلَ باقي المِنَنْ          فهذي الشكوكُ مَثارُ الفِتَنْ

فقال عليٌ : رسولَ الإلهْ          فما فضلُ مجلسِنا عن سواهْ ؟!

فقال النبيُّ فما مجمعُ                يَضمُّ الذين بنا استشفعوا

وَيُقرَأ هذا على حُبِّهِمْ               فَرَحْمَةُ ربِّي سَتَغْدوا بهمْ

وتـَعلو الملائكُ هذا الربيعْ         وَتَطْلِبُ غُفرانَهُ لِلْجَميعْ

وَاُقْسِمُ باللهِ باري البقاعْ           وباعثِ كلِّ رسولٍ مطاعْ

بأنَّ الإلهَ قضى أمرَهُ              وأجْلِي ـ بأمرٍ ـ لـَهُ سِرَّهُ

فما شيعةٌ ضمَّهمْ موضِعُ           ويُقرأ إلا لـَهُمْ يَرفَعُ

فمَن كانَ ذا حاجةٍ تنقضي   ومَن كان ذا علَّةٍ ف”اركضِ..”

مأخوذ من قوله تعالى مخاطباً نبيَّه أيوب ” أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ” الأنبياء. 84 .

فمَنْ كان غمٌ لهُ دائماً                يصير بترديدهِ سالماً

ومَن كان قد همَّهُ ضَيمُهُ             اُزيح بِربّي لهُ همُّهُ

ومَن كان يطلبُ حاجتـَهُ             يُجابُ بذلك ساعتـَهُ

فقال عليٌّ عليه السلامْ            إذنْ فاز فينا جميعُ الأنامْ

فَفـُزْنا جميعاً ـ وربي ـ بها         أدامَ الإلهُ لنا خِصْبَها

ففـُزنا وفازوا بربحٍ عظيمْ      وكلٌ سُعِدْنا وربِّ الحَطِيمْ

      محمد حسين الأنصاري / سدني / أستراليا

              12 / شعبان الخير / 1431 هج.

السيرة الذاتية : جلها مقتبسٌ من صفحته الإلكترونية ( alansaree.org   ) :

هو الشيخ محمد حسين بن الحجة الشيخ عبد الغفار الأنصاري بن الشيخ محمد مهدي بن آية الله الشيخ أحمد الملقب ب ( الشيخ آغا ) صاحب الكرامات المعروفة والمقامات المشهودة التي تناقلتها الأجيال جيلا بعد جيل , وقد رأينا وسمعنا بعضها ممن شهدها , منها رفع الطاعون بدعائه وصلاته , ومنها رفع القحط العام حتى نقل من أنهم لم يتمكنوا من الرجوع إلى بيوتهم من كثرة الامطاروغزارتها بعد انتهاء صلاته مباشرة , ولذا اشتهر بيتهم في الأوساط العمارية ب( بيت الشيخ آغا ) ,والشيخ ( آغا ) جد المترجم له ابن خالة الشيخ الأعظم وعديله كذلك .. .. ابن الشيخ مبارك بن الشيخ أحمد بن الشيخ مرتضى – وفيه يلتقي بالشيخ الأعظم الأنصاري إذ والد الشيخ مرتضى الشيخ الأعظم هو الشيخ محمد أمين وهو ابن الشيخ مرتضى هذا – ابن الشيخ شمس الدين بن الشيخ محمد شريف بن الشيخ أحمد بن الشيخ جمال الدين بن الشيخ حسن بن الشيخ يوسف بن الشيخ عبيد الله بن الشيخ قطب الدين ( محمد ) بن زيد بن أبي طالب بن عبد الرزاق بن جميل بن جليل بن نظير بن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الخزرجى الأنصاري .

 شيخنا المترجم له كان سادس إخوته تسلسلاً , و قد تربى في حضن والده المكرم واخذ مكارم الأخلاق منه قبل غيره, إذ نشأ في منتدى أدبي وعلمي وهو مجلس وا لده فكان العلم والأدب بالنسبة إليه كالماء والغذاء , فاخذ يتعلم ويتعلم حتى انه نظم ارقى القصائد وهو في سن الرابعة عشر من عمره , وقرأ كتابات الشهيد الصدر(ره) من فلسفتنا إلى اقتصادنا وهو لم يبلغ العشرين ولم يذهب بعد إلى النجف الأشرف فكانت سلاحا قويا لديه واجه بهما الشيوعيين في الجامعة ؛ وكان جل وقته يقضيه بين القراءة في البيت والدراسة في المدرسة والمسجد الجامع .

ولد أستاذنا المترجم له أواخر سنة 1952م أنهى المراحل الدراسية الأكاديمية من الابتدائية إلى المتوسطة فالإعدادية في مدينة العمارة ثم ذهب إلى الدراسة في العاصمة بغداد وقد حصل على شهادة هندسية في الهندسة المدنية فرع الري والبزل .

 وبعدها توجه إلى مدينة العلم والمعرفة والشهادة والقيم مدينة النجف الأشرف في أواسط السبعينات الميلادية , واشتغل بالتحصيل العلمي, وأكمل السطوح على أيدي المهرة من أهل الفن والخبرة وذلك يظهر من أسماء أساتذته ومقامهم العلمي العال , حتى حضر أبحاث الخارج لمراجع التقليد العظام .

وقام بتدريس إخوته الكرام في الحاضرة العلمية النجف الأشرف على مختلف المستويات من المقدمات إلى السطوح فالسطوح العليا ؛ وتفرغ في الحاضرة العلمية الأخرى قم المقدسة إلى تدريس السطوح , والسطوح العليا , واختص في السنوات السبعة الأخيرة ، من التسعينيات في القرن الماضي بتدريس الكفاية والرسائل و المكاسب .

وحط الرحال له بعد ذلك في مدينة سدني الأسترالية ، فتابع قضاياه العلمية ، فظهرت له مؤلفات متنوعة ، و كتابات في مختلف الأمور الحوزوية منها و الفكرية العامة ، و له إنجازاته العملية في تلك المدينة النائية بمشاركة إخوانه المؤمنين حفظهم الله تعالى .

له كتاباته حول الدروس التي استفادها من الأعلام , وكتاباته لدروسه الخاصة به والتي ألقاها على إخوانه الطلبة , وكتاباته العلمية للمؤتمرات التي دُعي إليها وقد نُشر بعضها , وكذلك له كتاباته العلمية العقائدية و الفكرية ، بعض المطبوع منها :

1 : في التفسير الموضوعي للقران الكريم  .
2 : الإمامة والحكومة في الإسلام .

3 : العصمة .

وتحت عنوان عام ( قراءات في سور القران ) . وهو أسلوب جديد في تفسير بعض آيات القران الكريم ظهر له :

4 : قراءة في سورة يوسف .

5 : قراءة في سورة الكوثر .

6 : قراءة في آية ” بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ” ، تحت عنوان ( نهاية المعرفة ) ، وهو بحث حول الإمام الحجة عجل الله له الفرج ، وهو آخر ما صدر منه لحد كتابة هذه الكلمات .

7 : الصلاة على النبي ، وأثرها في النشأتين . وهو كتاب مستقل حول هذا الدعاء العظيم ، وحيثياته .

8 : ديوان شعر .

شعره وأدبه  :
للشيخ الأنصاري محمد حسين  أدام الله عزه ملكات عديدة منها شاعريته الرائقة فله شعر لطيف ، لا تخفى رقته على أهل الفن .

كما و لديه شهادات اجتهاد ثلاثة من :

1 : آية الله العظمى الحاج الشيخ بشير النجفي .

2 : المرحوم آية الله العظمى الحاج السيد محمد مفتي الشيعة ، نزيل قم المقدسة .
3 : المرحوم آية الله العظمى الحاج السيد محمد كاظم المرعشي ، نزيل مشهد المشرفة .

وله إجازات رواية عديدة منها من : المرحوم آية الله العظمى الحاج السيد عبد الأعلى السبزواري .

ويمثل الآن أعاظم مراجع التقليد في تلك البلاد .

…………………

…………………………..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

السيرة الذاتية للمرحوم الحجة الحاج الشيخ عبد الغفار الأنصاري :

الشيخ عبد الغفار الأنصاري غني عن التعريف, فهو ذلك العالم الجليل الذي طبقت الآفاق شهرته من حيث العلم والخطابة ، والأدب الرفيع ، والتواضع والكرم , فبيته كان مفتوحاً للوافدين ، وخيره قد شمل الطارقين ، وعطاؤه يحرك مشاعر العالمين , ومجلسه يعرفه العلماء والمثقفون ,إذ أن( ديوانه ) وبالتعبير ( النجفي ) – برانيه – مرتع خصب للأدباء والعلماء والمثقفين , والعمارة كانت تزخر بكثير منهم أمثال فضيلة الأديب والشاعر العلامة الشيخ كاظم السوداني صاحب ( المنظومة الحيدرية ) ، والشاعر الكبير عبد الكريم الندواني , والشاعر أبو هشام الحاج عبد الجبار , والأديب المعروف خليل رشيد صاحب كتاب (جعفر بن محمد)عليه السلام , والشاعر الأديب حسين الحاج وهج , والأديب الأستاذ أنور خليل صاحب (الربيع العظيم وقصائد أخرى) ، و (الصوت الآخر) ، الذي كان أميناً للمكتبة العامة في العمارة , والشاعر محمد الخليل صاحب ديوان (الدموع) رحمة الله عليهم جميعا , فلهؤلاء كان مأنساً ، فضلاً عن كافة طبقات المجتمع , من شيوخ العشائر ، لوجهاء البلد وحتى أبسط الناس ، يلتقي فيه كلهم حتى المسؤولون الحكوميون على مختلف درجاتهم الوظيفية فيكون مأنساً ، وملاذاً ، ومتفوهاً ينفس كثير منهم عن همومه ومشاكله .
وكم شاهد الجمع حل أزمات و مشاكل مختلفة بين تلك الجدران المتقاربة المفروشة ببساط بسيط ، وأرائك( قنفات ) أبسط ، تنبيك عن بساطة العيش مع تعقيدات الحياة  .
إذ بينها يحدث الشجار العشائري  ,
والشجار العائلي  ,
والشجار العقائدي ,
والشجار الأدبي والعلمي ،

وحتى الشجار النفسي , وكلها يهدأ بين أنامل ذلك الشيخ الوقور الجالس في زاوية الغرفة الذي يعطي لكل قادم كأسه اللائق به فيريحه , ويطيب خاطره , مع دق فنجان القهوة بإبريقها , ولا يخلو ذلك المجلس من ضيف أو زائر قد شد الرحال إليه على كرور الأيام ؛ فلكل قادم كرامة , ولكل آتٍ موضع ترحاب وتهليل وترحيب ؛ فتختلط في كثير من الأحيان الليالي العمارية بالليالي النجفية , وكلاهما بالليالي البغدادية , أو الليالي العراقية بالليالي اللبنانية عند قدوم أمثال (نزار الزين ) صاحب ومؤسس مجلة ( العرفان ) البيروتية ، أو غيره من العلماء العامليين ….. وخاصة عندما يحل شهر المحرم أو شهر رمضان .

ولقد كان مسجد الأنصاري وهو أول مسجد للشيعة بُني في تلك الربوع بناه جده الشيخ أحمد الأنصاري المشهور فيها بالشيخ (آغا) , كان هذا المسجد المبارك للعمارة مركزاً علمياً أدبياً يشع نوراً كما هو دأبه كل آن ، خاصة عند هذين الشهرين بالذات ؛ إلا أن ليوم العاشر من المحرم طعماً خاصاً حيث يجتمع الناس قاطبة في مؤتمر علمي خطابي شعري فريد ، ليشدوا فيه الشعراء والأدباء بما جادت قرائحهم , وما أكثرهم في الفيحاء , فلم تكن قضية الحسين عليه السلام عندهم محصورة بإسلوب دون آخر , وكأن هذا الحفل المبارك الذي يقام عصر عاشوراء كل عام بإشراف هذا الشيخ الجليل ( مربد ) العمارة إذا صح التعبير ؛ ولا أبالغ إذا قلت إن لكل خطيب شهير ذكريات جميلة في ذلك المكان المنسيّ من العالم .

وكثيرا ما قالوا قد ضيع الشيخ أيامه هناك …. إلا أنه بقي معتزا بذلك الطيب العماري , والبلد الجالس في أحضان دجلة , وتلك الأرض التي منحته ما به استطاع أن يضم به الشتات ، ويجمع به الفرقة , ويتقرب به إلى بارئه , فهو قد أوقف نفسه الشريفة لأهل البلد الذي نشأ فيه وفاءاً له ، فحقق الآية الكريمة بأجلى مصداق وأبين بيان ((وما كان المؤمنون ِليَنْفِروا كافة فلولا نَفرَ من كل فِرقةٍ مِنْهُمْ طائفة لِيَتَفقهوا في الدين وليُنْذِروا قومَهم إذا رَجَعوا إليهم لعلهم يَحذرون )) ، فلم يفارقها وقد فتحت الدنيا أبوابها له يوم عُرض عليه الذهاب إلى الكويت بعد أواسط الستينات وحينها خاطبه سماحة آية الله العظمى مرجع الشيعة يومها الحاج السيد محسن الحكيم (ره) عندما سمع بذلك ( مَن للعمارة غيُرك ؟ ) ، كما إنه لم يغادرها أيام الشدة والمحنة عندما استهدفتْ بالقصف الأمريكي ، وعندما أُلّح عليه بالخروج قال ( لا أخرج حتى يخرج آخر إنسان منها ) ، ولذا أحبه أهل العمارة كلهم إلا ما شذ وندر , يقدرونه كأب كبير لهم لا يريد إلا خيرهم و سعادتهم مهما قال أو فعل  .
ومن تأثير سيرته المباركة وقبله سيرة آبائه رحمهم الله تعالى جميعاً في ذلك المجتمع المتنوع تحوّل كثير من شخصيات إخواننا السنة إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام , لا بل تحول بعض من النصارى واليهود والصابئة إلى الإسلام , وهكذا أراد الأئمة عليهم السلام لنا أن نكون ، ولذلك شواهد لطيفة وظريفة لا يسع المقام الآن لذكرها .
ولأن ننس فلا ننس مقامه عند المرجعية الشيعية واحترام وتقدير المراجع العظام له وإجلاله حتى أن آية الله العظمى السيد الخوئي (ره) لم يُعرف عنه انه زار أحداً في أيام مرجعيته لأشغاله الكثيرة إلا انه زار هذا الشيخ الجليل تقديراً وإكراماً له وهذا مما يُفتخر به , كما انه كان يقول له ( أنت بمنزلة ولدي . ) .

وله علاقاته الوطيدة ببقية مراجعنا العظام : أمثال : المرحوم آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي ، و المرحوم آية الله العظمى السيد عبد الله الشيرازي .

وكل مراجعنا العظام الآن حفظهم الله تعالى لنا ذخراً ، لهم ذكرياتهم معه ، ويعرفون مقامه السامي ، وعلو شأنه .
وكذلك فهو الأديب الألمعي , وصاحب التواريخ الشعرية المشهودة التي تشهد له بالسبق ، وكيف لا وهو صديق وزميل أمثال آية الله الشيخ محمد رضا المظفر(ره), وآية الله الشيخ محمد تقي آل راضي (ره), وآية الله الشيخ جواد آل راضي (ره) وشاعر أهل البيت الكبير الحاج الشيخ عبد المنعم الفرطوسي (ره) , والحجة الحاج الشيخ عبد الحميد الصغير (ره) , سماحة العلامة الحاج الشيخ علي الصغير ، وشيخ الخطباء المرحوم الشيخ محمد علي اليعقوبي (ره) , وأستاذ المنبر الحسيني الخطيب الشهير السيد حسن شبر( ره) , وأخيراً لا آخرا أستاذ المنابر وعميدها الحاج الدكتور الشيخ احمد الوائلي ( ره ) .
كما كان له علاقته الخاصة ببيت المرحوم ذي الرئاستين الدينية والدنيوية الشيخ شبيب الساعدي ( ره ) ، ومنها صداقته مع ابنه الشيخ محمد رضا الساعدي حفظه الله تعالى .

وهاك شاهداَ واحداً على رقّة تواريخه ودقتها :
فقد أرخ كتاب منهل الشرع للمرحوم الأديب الكبير السيد العلم الحاج عبد الحسين الشرع بالبيتين اللطيفين التاليين  :

دَعِ ِالمناهلَ طـُرّا       فليس فيهنَّ جدوى
إذا وصلتَ فأرّخْ     ( لِمنْهـَلِ الشـَّرْعِ تـُرْوى )