بسم الله ا لرحمن الرحيم 

 اللهم صل على محمد و ال محمد

العلماءوعلي عليه السلام

وبعد ان استقر العلماء الأعلام في الحواضر العلمية لِرفد المجتمع بالعلم والمعرفة بما يكتبون من كتب قيمة وما ينشرون من تراث عظيم ويُدَّرِسون ويخرِّجون رجالات لا تقل عنهم ؛  وبهمم المخلصين من أمثالهم تستمر المسيرة لِتتوج  بظهور سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان عليه السلام .

إذا عرفنا ذلك حينئذٍ سوف لا تنطلي علينا أقوال الخبثاء وذوي النفوس المريضة من أن العلماء ماذا قدَّموا ؟ ومن هو المجلسي ؟ وماذا فعل الخوئي ؟ بل يتمادى بعضهم الى القول بأن غاندي مثلا أفضل من المجلسي لأنه حرر أمته من الإستعمار ؛ بل يتطاول بعضهم بلا معرفة ولا ورع ولا خوف من الله ولا تقوى ليقول بأن إبن لادن اللعين أفضل من ألف ( عمامة) على تعبيره الخبيث ؛ أو إذا أراد أن يخفف بعضهم فنراه يقول إن العلماء لا شغل لهم إلا أخذ الحقوق الشرعية والإستخارة والصلاة ولا يهمهم أمر الناس ، أو إن العلماء بينهم متناحرون فلماذا نلجأ إليهم ؟ ويصل الأمر إلى حيث يدعي بعضهم أنه من أتباع المرجعية وممن يسير على نهجها لِيغرَّ بذلك البسطاء من الناس فإذا أراد أن يؤسس مركزاَ أو مجمعا ً لأتباع آل البيت عليهم السلام الذين أمرونا باتباع العلماء يحاولون أن يبعدوا العلماء ومَن يُريدُهم بما أوتوا من قوة وبأس بحجج واهية كأن يقولون بأن العلماء أصل التفرق والتشتت ، وهنا من حقنا أن نسأل سريعاً إذا كان العلماء هم أصل التشتت والتفرق فهل الجهلاء من أمثالهم هم أصل التوحد والتالف ؟

 وكلما عشت أراك الدهرالعجب العجاب ولا من رادع وحساب …..وهكذا.

فهل هذا الكلام صحيح ؟

 وهل من يتكلم بهذا الكلام يحب الناس حقاَ ؟

 لنرجع من بداية الحديث ونضع النقاط على الحروف ولا ينزعجنَّ أحد من حدة الحق ، وثقل الواقع ؛  وإذا كان سبيل الحق ضيقا عليه فسبيل الباطل أضيق .

 و لا يُظنُّ مِن أننا نقصد أفراداً بعينهم بل هو كلام يجب أن يُقال في كل زمان ومكان .

أراد القوم أن يأخذوها فاحتجوا بالشجرة و أضاعوا الثمرة في سقيفة بني ساعدة ،التي ساعدت ان تسقف الباطل بسواعد ليتها كانت مشلولة إلى يومنا هذا ؛  ثم أرادوا أن يجرِّؤا القوم على علي عليه السلام بعد أن أخذوا حقه فنصبوا معه خمسة ليظنَّ أولئك أنهم وصلوا لعلي عليه السلام ،  بل هم كعلي لا فرق بينه وبينهم أبدا ، ثم أرادوا أن يبعدوا علياً فوسموه بأنه رجل به دعابة ثم أرادوا أن يؤخروه فجعلوه بين مَن يحمل ضغنا عليهِ ومَن عنده ما يملأ به بطنه أهم من الدين و نهجه ومن لديه المصاهرة ولو على الباطل هي اهم من الحق واهله  (فمال رجل لضغنه واصغى آخر لصهره ، وقام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضم الابل نبت الربيع ، حتى اجهز عليه ، عمله ، وكبت به مطيته( أو بطنته ) .).

فهل نزلت قيمة علي عليه السلام أم ثقل ميزانهم ؟

إلى أن وصل الأمر لابن آكلة الأكباد …..وهكذا ……سارت المسيرة بين ذئاب بشرية وسموا انفسهم بإمرة المؤمنين وبين قرود لا تفقه إلا الأكل والشرب والرقص فأردوا الامة وأضاعوا الحرمة إلا من بقية قليلة عرفت الحق واهله فاتبعتهم ولم تهمهم العواصف ولا القواصف ولا المال ولا الثراء ولا الجاه ولا الطبول ولا الأحزاب ولا الذئاب .

واليوم أيضا تحاك الدسائس وتسوى المؤامرات لإزهاق الحق و إبطال طريقته ونهجه من اصناف كثيرة منهم الحاقدون على هذا المذهب الحق ،  ومنهم الاغبياء الذين يرون انهم اصبحوا ملوكا على العلماء قبل البسطاء فعلى الجميع ان يتبعوهم لانهم يستطيعون ان ياسسوا اوان يصدروا وان يبنوا ،  ومنهم مَن رزقُهُ عند هؤلاء الاغبياء فلابد من مراعاتهم ولو على حساب الدين والمذهب ، ومنهم من لا يدري ما يُراد به فيتبع هؤلاء من دون سؤال او جواب ،  ومنهم حقدا على العلماء وما فعلوا باشياخهم يوم ثورة العشرين بقيادة الميرزا الشيرازي وفي الستينات الميلادية بقيادة السيد المحسن الحكيم او في نهاية السبعينات بقيادة السيد الخميني أو في هذه السنوات وما قبلها بفكر الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر او في ثورة شعبان العظيمة في مطلع التسعينات او بعدها من القرن الماضي ، او بما فضحهم به العلامة السيد شرف الدين في كتاباته او الرجال العظام من امثاله حيث نشروا فكر آل البيت عليهم السلام بالحجة الدامغة والبيان البديع امثال العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني ،  فاستشاط الكفر غيضا فحرك اذنابه وفجر فقاعاته وحرك اعوانه خاصة عندما بدأ الناس وخاصة الواعون من اخواننا السنة برؤية الحق واتباعه فتحول خلال اعوام قليلة مفكرون كانوا يحقدون على التشيع واهله فمنَّ الله تعالى عليهم بالهداية وكانت لهم كتب قيمة كامثال الكاتب والصحافي الاستاذ إدريس الحسيني صاحب كتاب (لقد شيعني الحسين (عليه السلام) الإنتقال الصعب في المذهب والمعتقد ، والخلافة المغتصبة أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخ ؟ ) ، والاستاذ  صائب عبد الحميد  له مؤلفات عدة منها( إبن تيمية في صورته الحقيقة ، و تاريخ السنة النبوية) ، والاستاذ سعيد أيوب صاحب كتاب ( إبتلاءات الإمم ، وزوجات النبي (ص)،والإنحرافات الكبرى) ،  و الاستاذة  لمياء حمادة لها (  أخيراً أشرقت الروح ) ، والاستاذ الدكتور التيجاني صاحب كتاب ( ثم اهتديت  ، والشيعة هم اهل السنة ، ولاكون مع الصادقين ، و كل الحلول عند ال الرسول ،  و فسألوا أهل الذكر ) ،  و الدكتور أسعد القاسم له (  أزمة الخلافة والإمامة وآثارها المعاصرة عرض ودراسة ) ،  والاستاذ محمد بيومي مهران  له (الإمامة وأهل البيت (ع) ) ،  و الدكتور أحمد عز الدين له (الامَـامَـة والقـَـيادَةُ ) ،  والاستاذ المحامي أحمد حسين يعقوب له (أين سنة الرسول ؟!! وماذا فعلوا بها ،  و حقيقة الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر، والخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية) ،  والاستاذ معروف عبد المجيد له (بلون الغار… بلون الغدير) ،  والاستاذ عبد المنعم حسن له (بنور فاطمة عليها السلام اهتديت ) ، أو الاستاذ سعيد أيوب له مؤلفات عدة منها (  وجاء الحق ، و معالم الفتن ، والطريق إلى المهدي المنتظر عليه السلام ) ، اوالاستاذ مروان خليفات صاحب كتاب ( وركبت السفينة ) ،  و الاستاذ صالح الورداني  له كتب عديدة منها ( الخدعة ، رحلتي من السنة الى الشيعة ، والسيف والسياسة في الاسلام ،  ودفاع عن الرسول ،  وعقائد السنة وعقائد الشيعة ،  واهل السنة شعب الله المختار ) وغيرهم الكثير ؛ فتحرك الحزب الفلاني إرضاءاً للحزب العلاني أو لحزب التحريرالحرَّاني الذي ما حرر شيئا لحد الان ،  أوإرضاءاً لحزب إخوان المسلمين لا إرضاءاً للمسلمين ليبث سمومه وليبعد الناس عن الحق واهله وليربك الصورة وليضيع جهود العلماء بعلماء من ورق ( يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ) وليكون علماء السوء من غيرنا أهلاً للمدح والتهليل ، بل يدعون بانهم افضل من علماء الحق علماء الشيعة المخلصين ودونك الجلسات التي يعقدها أو يحضرها هؤلاء ،  وكلنا قد راها وكفى بهذا دليلا على ابتعاد هؤلاء عن الحق ، فلا يغرنكم الكلام المعسول المداف فيه السم الزعاف من حيث لا يُشعَرُ به .

 وجاء بناءا على ذلك جيل كان ابعد ما يكون عن العلماء فظن مع الاسف ان القصب عودا وان الخشب حديدا فاتبع ابواقهم وما درى بمكائدهم لوجود اشخاص لا يرون للحق قيمة ولا في الصيف ديمة وظنهم أن كل الناس مثلهم بهيمة .

 فيا اخوتنا في كل مكان ويا اعزائنا في كل زمان لا تنطل عليكم تلك المؤامرات ولا تسر فيكم تلك الترهات ولا تغرنكم تلك التحزبات فتضيعوا الدنيا قبل الاخرة بل التفوا حول العلماء ممن نهج نهج العلماء السابقين من مذهب الحق مذهب آل البيت عليهم السلام ، ولا تنطل عليكم تلك البساطة التي قرأتها بعيني ورأيتها في عيون كثيرين من أنه لو بُعث محمد صلى الله عليه و آله وسُئِل أنك هل أنت شيعي أم سني وهل أنت على المذهب الفلاني أم الفلاني ؟ فماذا سيجيب؟ سيقول طبعا باني مسلم ، فإذاً أنا لا أؤمن بالمذاهب كلها فكلنا مسلمون كرسول الله صلى الله عليه و آله؛ إذ ان هذا حق يُراد به باطل فليلتفت الجميع وما أشبه اليوم بالبارحة حيث رفعوا المصاحف ونادوا حسبُنا كتاب الله وهم يُقاتلون كتاب الله الناطق الفتى الغالب علي بن أبي طالب عليه السلام .

نعم يجب أن نكون كلنا مسلمين ونتحد ،  لا أن نبيع ديننا ونصنع دينا جديدا وننفرد.

هذه كلها مسميات ربما وضعتها السياسة أو غيرها في مدلهمات الأحداث وما كان يجري من بلاء يومها ، فعلينا أن نعرف الدين الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه و آله ووسمه بالإسلام لكي نتمسك به ، وبه نكون مسلمين .

فكيف أُصبحُ مسلما إلا باتباع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه و آله عن الله تعالى وليس هناك طريق آخر .

على أقل تقدير بعد اطلاعي على بعض الضروريات والبديهيات والمتواترات الثابتة عند المسلمين قاطبة التي هي حق بلا ريب ولا شك ، ثم من بعدها أأُسس عليها مبدأي والتزاماتي ، بما لا يرفضه عاقل ولا مفكرإذا قبلت بهذا أبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم و إلا فلأترك الكلام أفضل لي و أأمن في دنياي وآخرتي .

ومن حب أن يتابع فعليه بالعدد التابع ، والسلام .