بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد

حوزةُ العلمِ جامعة

محاضرة آية الله الشيخ محمد حسين الانصاري في مؤتمر الحوزة والجامعة في كلية الفقه ، جامعة الكوفة

23-2-2010

بلا ريب ولا شك أن مصدر العلم والمعرفة اليوم : الحوزة العلمية ، والجامعة .

والحديث عن العراق له نكهته الخاصة .

والحديث عن العلم و أهله يفتح آفاق الفكر ، لينتقل الإنسان في مجالات لا حدود لها.

و العراق قد أعرق في العلم وأوغل ، فصارت أنهاره وروافدها منه .

وحتى عندما كانت أوربا ترزح بالجهل في القرون الوسطى كان العراق مليئاً بالعلم والعلماء .

فمنذ أن رفعت الشعلة العلمية عالياً في سنة 448هـ على عهد الشيخ الطوسي وهي لا زالت وقادة ، ترفد العالم بالفقهاء و العلماء ، والخطباء والأدباء والشعراء ، بل امتد التأثير حتى إلى أبسط الناس فأصبح الشارع النجفي أديباً . وحتى لو هدأت الشعلة في فترات فإنها ترفع في مناطق أخر من العراق العظيم في كربلاءَ والحلةِ وسامراء ، وبغداد وما أدراك ما بغداد!

و أخطر الخطر كما تعلمون الفقر و الجهل في المجتمعات .

وكلاهما فقر .

وكلاهما ضعف .

والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف .

هذا كله بحسب العمومات .

والان خطر الجهل بما ان ابوابه قد فتحت في عصر الطاغية على مصراعيها يواجه العراق مواجهة حقيقية وهي بلا ريب ولا شك بيئة مناسبة لظهور البدع والفتن.

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): « إلى الله أشكو من معشر يعيشون جُهّالاً ويموتون ضُلالاً» .

نهج البلاغة ، الخطب : 17

وقال (عليه السلام): «الجهل معدن الشر» .

غرر الحكم ودرر الكلم: ص73 ق1 ب1 ف16 ح1093.

وقال (عليه السلام): «الجهل أدوأ الداء»

 غرر الحكم ودرر الكلم: ص73 ق1 ب1 ف16 ح1095.
وقال (عليه السلام): «العلم ينجيك، والجهل يرديك»

غرر الحكم ودرر الكلم: ص75 ق1 ب1 ف16 ح1180.
روى السكوني عن جعفر (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إن قلوب الجهال تستفزها الأطماع، وترتهنها المنى، وتستعلقها الخدائع » الكافي: ج1 ص23 كتاب العقل والجهل ح16.

كما روي عن الصادقين عليهما السلام أنّهما قالا: (( إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه ، فإن لم يفعل سُلب نور الإيمان  . )) .

وسائل الشيعة: 16/ 271.

قال (عليه السلام): «ضادوا الجهل بالعلم»

 غرر الحكم ودرر الكلم: ص44 ق1 ب1 ف2 محاربة الجهل بالعلم ح110.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «العلم مميت الجهل»

 غرر الحكم ودرر الكلم: ص44 ق1 ب1 ف2 محاربة الجهل بالعلم ح106.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «قرأت في كتاب علي (عليه السلام): إن الله لم يأخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال لأن العلم كان قبل الجهل»

منية المريد: ص185 ب1 ن2 ق1 السادس: بذل العلم عند وجود المستحق وعدم البخل به.

وقال عيسى (عليه السلام): «صغـِّر الجهال لجهلهم ، ولا تطردهم ، ولكن قربهم وعلمهم»

 تحف العقول: ص502 مواعظ المسيح في الإنجيل وغيره ومن حكمه.

واليوم تحصيل العلوم لا يتم إلا بالجامعات .

كما لا يتم تحصيل العلوم الفقهية وما يتصل بها إلا بالحوزات .

إذاً فتحصيل العلوم منحصر في الحوزة والجامعة.

وللعلم خصوصية دون بقية الفضائل :

يقول علماء الأخلاق: إنّ كلّ فضيلة هي وسط بين رذيلتين هما الإفراط والتفريط. فالكرم وسط بين البخل والإسراف، والشجاعة وسط بين الجبن والتهوّر، وهكذا. وكلّ شيء جاوز حدّه انقلب إلى ضدّه. ومثال ذلك وضع الملح في الطعام فإنّ زيادة الكمية نقصٌ كما نقصانها. فالفضائل مطلوبة، ولكن ضمن حدودها، فإن تجاوزتها انقلبت إلى أضدادها.

وعند التامل نرى ان فضيلة تختلف عن بقية الفضائل اذ زيادتها دائما فضيلة تضاف الى فضيلتها ونقصها عيب دائماً.

وفوق كل ذي علم عليم .

 وحتى رسول الله صلى الله عيله واله من جملة دعائه كما علمه ربه (رب زدني علما) .

والعلم علمان علم نافع وغيره.

كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كثيرا ما يدعو ويقول اللهم انى اسالك علما نافعا واعوذ بك من علم لاينفع .

وقد جاءت الايات الكريمة لتؤكد لنا عظمة العلم :

(( يرفع الله الذين أوتوا العلم درجات ))

(( إنما يخشى الله من عباده العلماء ))

وهذه لو لاحظناها لوجدناها أنها وردت بسياق آيات لا علاقة لها بفقه أو تشريع.

 فاذاً العلم هنا اوسع من العلم الفقهي او الديني.

ولو لاحظنا دعاء إلإمام السجاد عليه السلام .

يطلب من الله  أن يحلّيه بحلية الصالحين ويلبسه زينة المتقين

في إفشاء العارفة، وستْر العائبة، ولين العريكة.
والعارفة: المعروف، والتاء فيها باعتبار الخصلة؛ فإفشاء العارفة يعني نشر المعروف.
أمّا العائبة ـ وهي مؤنث العائب، والتأنيث فيها باعتبار الخصلة ـ فهي ضدّ العارفة والمعروف. وأمّا السَّتر فالإخفاء؛ فيكون معنى إفشاء العارفة: نشر المعروف وعدم إخفائه، ومعنى ستر العائبة: إخفاء المنكر وعدم إظهاره. وهاتان الخصلتان من صفات الله تعالى؛ ففي الدعاء المرويّ عن الإمام الصادق سلام الله عليه: «يا من أظهر الجميل وستر القبيح

أمّا كيف يكون إفشاء العارفة وستر العائبة؟ الجواب:
أولاً: بالعمل

ثانياً: أن نذكر الذين يعملون المعروف بالخير .

وأن نستر على الذين زلّوا ولا نشيع ذكر ما عملوا من المنكرات.

ومن هنا فإن من مقومات الإصلاح رفع الجهل ونشر الثقافة والوعي.

و كان لطلب العلم ذاك الميزان الثقيل .

“أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منه “.
وفيما ورد عنه صلى الله عليه و آله وسلم أنه قال :

«من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله له به طريقاً إلى الجنة،
وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم،

وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر،

وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب،

 وإن العلماء ورثة الأنبياء.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ}[الزّمر:9].

ولابد للعلم من عقل يُحفظ به، لكي لا يكون وبالاً عليه .

عن رسول الله(ص)، أنّه أتاه قومٌ فأثنوا على رجل، فسألهم: «كيف عقلُ الرّجل؟ قالوا: يا رسول الله، نخبرك عن اجتهاده في العبادة وأصناف الخير وتسألنا عن عقله؟ فقال:إنّ الأحمقَ يصيب بحُمْقِه أعظم من فجور الفاجر، وإنّما يرتفع العباد غداً في الدّرجات وينالون الزّلفى من ربّهم على قدر عقولهم«.
و إلا فالمثال الأول إبليس .

ولذا جاء :

سئل رسول الله (ص) عن خير الناس فقال ((العلماء إذا صلحوا)) وسئل عن شرهم فقال((العلماء إذا فسدوا))

وعن عليّ(ع): «على قدْرِ العقل يكون الدِّين» ,

و«لا دين لمن لا عقل له».

وعن الإمام عليّ الهادي(ع)، أنّه سأله ابن السِّكِّيت: ما الحجّة على الخلق اليوم؟ فأجابه(ع): «العقل، يُعرف به الصّادق على الله فيصدّقه، والكاذب على الله فيكذّبه».

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «إنّما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كتاب الله، ويتولى عليها رجال رجالاً على غير دين الله، فلو أن الباطل خلص من مزاج الحق لم يخف على المرتادين، ولو أنّ الحق خلص من لبس الباطل انقطعت عنه ألسن المعاندين، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان، فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى» . نهج البلاغة، الخطب: 50

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مثلا فكتابنا الاستنساخ ومنه البشري احكامه.

عندما تعرضنا لمسائله كان ولا بد ان نشخص موضوعه ، لابد لنا من ان نعرف ما هو الاستنساخ وكيف تتم هذه العملية حتى نستطيع ان نصدر الحكم الشرعي.

وهذا مما لا يمكن الاحاطة به الا بالرجوع للمختصين في هذا العلم .

وعندما ترجم جزءا مهما منه ولدنا الدكتور محمد باسم الانصاري لبحثه الذي كان يبحثه مع اساتذةٍ مختصين من جامعة سدني في استراليا متبحرين في هذه العلوم الطبية الحديثة العجيبة ، أصابهم الذهول في كيفية طرح الموضوع ومعالجته عندنا في الحوزات العلمية لكي نصل إلى الحكم .

وصرحوا كما سيأتي كلامهم من ان هذه الكيفية في استنباط الحكم تختلف عن كل مدارس العالم العلمية للديانات السماوية وجدير بهذهِ الكيفية أن تكون محوراً للدراسات العلمية في الجامعات الكبرى .

وزاد إعجابهم عندما رأى آراء العلماء في هذا الموضوع .

بينما نجد هذا الاكبار لدى العلماء المختصين في الغرب ربما نجد في انفسنا انا لا زلنا متاخرين عن العالم في تفكيرنا.

لا يا اخوتي واخواتي الاعزاء بل نحن في قمة العلم والمعرفة من حيث طرح العلم ومعرفته للوصول الى نتائج مهمة ، لكن مع الاسف صوتنا مبحوح ، أو ضعيف ، أو كما كان مستضعفاً .

ولكي أكون أكثر وضوحاً وبياناً أنقل لكم بعض كلمات هؤلاء العلماء الذين ستلاحظون مراكزهم العلمية ومناصبهم وشهاداتهم على بحث بسيط كتبه الذي يتشرف من كونه قد درس في هذه الحوزة العظيمة حوزة النجف الأشرف لكي يصدق عليه كونه أحد طلابها ، وإن كان أقلهم شاناً .

وهذا البحث يتعلق بعالم الاستنساخ ويظهر ذلك من عنوانه ( الاستنساخ ومنه البشري أحكامه ) .

وبين ايديكم بعض نسخه .

  • البرفسور الدكتور (ايان كيربدج) الاسترالي.

رئيس مركز القيم والاخلاق والقانون في الطب جامعة سيدني .

رئيس قسم اختصاص جراحة مخ العظام والدم في مستشفى (ويستمد) الكبرى وهي اكبر واهم مستشفى في النصف الجنوبي للكرة الارضية.

عضو الهيئة الاستشارية في البرلمان الاسترالي في البحوث الطبية.

(هناك من تقرا له كتبا ودراسات ولا ترى علميته، وهناك من تقرا له جملة واحدة فيبهرك بعلمه وسليقته البحثية ووالدك –مخاطبا ولدي محمد باسم الانصاري -احدهم).

وبما انه شاهد اختلاف علمائنا في هذه المسالة الطبية من خلال الكتاب لاني تعرضت فيه لاراء علماء المدرسة الاخرى ، وعلماء مدرستنا المتمثلة بمراجعنا العظام:

(اية الله العظمى السيد علي السيستاني

اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم

اية الله العظمى الشيخ محمد اسحاق الفياض

اية الله الشيخ محمد آصف محسني)

تعرضت لارائهم حفظهم الله تعالى مع المناقشة.

قال (اختلاف الاراء والاجتهادات ثم الاستنباطات عند علماء الشيعة هو دليل على تقدمهم الفكري الحضاري لدرجة لم اسمع بها او اراها عند اي من علماء الاديان الاخر).

  • البرفسورة الدكتورة (رانشيل انكني) الامريكية رئيسة قسم التاريخ والسياسة جامعة ادلايد استراليا.

الرئيسة السابقة لقسم التاريخ وفليسفة العلوم كلية العلوم جامعة سيدني استراليا.

عضو الهيئة الاستشارية في البرلمان الاسترالي في البحوث الطبية.

(ان طريقة الاجتهاد واستنباط الحكم الشرعي عند والدك مما حيرني لانني كنت كاثوليكية في صغري ولم اتصور ان عالما دينيا يمكنه ان يفهم المواد العلمية ابدا ).

(فيجب علينا ان نثبت للعالم الطبي ان هناك دينا يرفد العلم والبحث العلمي وانه ليس كل الاديان ضد التطور).

  • البروفسور المتمرس الاول الدكتور الجراح (مايلزليتل) الاسترالي الرئيس السابق لقسم الجراحة في مستشفى ويستمد المذكورة.

مؤسس والرئيس السابق لمركز القيم والاخلاق والقانون في الطب جامعة سيدني استراليا.

وهو فيلسوف شهير وشاعر معروف.

ويعتبر هذا العالم مفخرة استراليا ومن افضل جراحي العالم.

(لا يسعني الا ان اقول ان كل هؤلاء الاشخاص المذكورين في رسالتك -مخاطبا ولدي- ما هم الا فلاسفة وما هم الا علماء قديرين احب ان اتعلم منهم).

  • البرفسور الدكتور (روب ايرنس) امريكي الجنسية رئيس فلفة وتاريخ الطب جامعة نيوكاسل استراليا.

(هذه البحوث من الاستنساخ عمقت فكرتي القديمة ان كل الحضارة والتطور في الغرب مدين لهؤلاء العلماء من الشرق الاوسط).

(انا مدهوش بعبقرية والدك من خلال ما عرضت علي من بحوثه فكيف اذا التقيت به) .

( انا متاكد ان اكثر اكتشافاتنا واختراعاتنا خصوصا في الطب جاءت من هؤلاء العباقرة كابن سينا الذي كان عالما دينيا كذلك)

  • البرفسور الدكتور (مال باركر) نائب عميد كلية الطب جامعة كوينزلاند استراليا.

رئيس مؤسسة اخلاقيات العلوم وقانون الطب الاسترالية الاسيوية.

عضو الهيئة الاستشارية للبحث الطبي في كوينزلاند.

قال في كلمته الاختتامية للمؤتمر العالمي العاشر للمؤسسة (ان باسم اثبت لنا بان هناك في العالم ثمة علماء لا احب ان اسميهم رجال دين لما لهذه الكلمة من سلبيات في مجتمعنا الطبي لانها تشري الى التخلف والظلم هؤلاء هم علماء الشيعة هم علماء منفتحون ويدعمون التطور العلمي فهم بحق علماء يسندون البشرية وواقعيون كما هم اخلاقيون.

  • الاستاذة الدكتورة (ستايس كارتر) الاسترالية رئيس قسم البحوث العلمية جامعة سيدني .

( اني احببت طريقة علماء الشيعة التي يبحثون فيها ثنم يستنبطون الحكم الشرعي) وزادت (كلما سمعت منك اكثر كلما اعجبت بهم اكثر).
7-البرفسيور الدكتور كَاري هاليدَي الاسترالي رئيس لجنة الدراسات العليا في كلية الطب جامعة سيدني عند مناقشة قسم من الرسالة .

(كنت مبهورا عند سماع محاضرتك ، يا ترى هل تتكلم عن رجال دين ام فلاسفة من الاغريق ، هذا اول بحث ديني في كليتنا وناي اعدمه لانه يثبت للعالم ان الدين والعلم يدعمان بعضهما الاخر).

ومن هذا المنطلق جاء هذا المؤتمر كما اعلم.

ومن هذه وتلك نستطيع ان نرى عمق ما وصلت اليه مدرتنا الحوزوية من العلم من حيث نرى او لا نرى وهذه الشهادات نقلناها بطولها حتى يتبين اي اعجاب و اكبار سنحظى به لو اوصلنا ما وصلنا اليه من بحوث الى العالم كله ومن هنا نستطيع ان نخدم انفسنا والبشرية جمعاء بهذا العطاء الثر من مدرسة آل البيت عليهم السلام.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فالذي اريد ان اقول هنا يمكن ان تنجح تجربتنا في التزاوج العلمي بين الحوزة والجامعة بالكيفيات التالية :

  • ان تبقى الحوزة على طريقتها الرائدة ومنهجها الجواهري الانصاري لكي تبقى على عظمتها وعلو شانها ونحن نرفدها بالاشخاص فنختار من بين طلبة الجامعات من له اهلية من جميع الجهات لكي يتفرغ للحوزة وعلومها.

وفائدة الجامعة حينئذ تتمثل في انها طروت ادوات تفكيره ووسعت ذهنيته لتقبل موادها العلمية.

  • ان نرفد الجامعة لا بالافراد بل بما وصلنا به من علوم فقهية لكي تكون الجامعات لها منهجية صحيحة من جهة الشرع وعظيمة من جهة الاخلاق فحينئذ لا تنحصر الدراسة في فرع من الفروع بل تشمل حتى العلوم التي تكون ابعد ما تكون عن الحوزة العلمية بالنظرة الاولية البسيطة اذ لكل اختصاص طريقة ومنهج وتطبيقات يدخل بها الحكم الشرعي مؤسسا ومبينا ومشذبا فتكون ثمة اقسام خاصة في الفقهيات او كما تسمى في الغرب باخلاقيات تلك العلوم.
  • ان نحول المنهج الحوزوي الى منهج اكاديمي بحت فيكون حاله حال بقية فروع العلوم الاخر كالفيزياء والكيمياء.

وحينئذ لا تكون حوزة علمية بعدها.

 

 

 

 

 

فعليه يمكن ان نتصور عملية الدمج كما يلي :

  • ان نرفد الجامعة بالاستاذة والموجهين ، ونجعل فيها حصصا خاصة لدراسة الفقه بصورة عامة.

وهذه ربما تكون فائدتها جزئية ، وربما ستنتج الكثير.

  • ان تشترك الجامعة مع الحوزة في تاسيس جامعات ذات نتاج مشترك.

كما في كلية الشريعة وكلية الفقه مثالا.

  • ان تكون الجامعة هي بنفسها حوزة علمية وهي فكرة فكرة جيدة غير قابلة للتطبيق لها حدودها السنوية الدراسية ، ختى وان كانت لاطروحتها الجامعة ونستيط ان نستفيد منها فائدة جمة.

ويمكن ان يكون لها مثال: الازهر الشريف وكلية الفقه في عالمها الجديد ودراساتها العلمية في رسائل الماجستير واطروحات الدكتوراه.

  • ان تبقى الحجامعة على ما هي عليه والحوزة كذلك وهذا لا يمكن لان العلم كالماء اينما وضعته فسيختلط فيكون ماءا واحداً حتى لو استخرج من مكانين.
  • ان نحول الحوزة الى جامعة صرفة :

وهذا يمكن ، الا ان انه سيهدم ذلك الصرح العلمي العظيم بلا مبرر مع نجاحها الهائل وعظمة ما وصلت اليه من عمق في الدراسات والبحوث والاجتهاد.

  • ان نجعل في الجامعات ما فيه يدرس الفقه المتعلق والاخلاقيات المتعلقة باختصاص كل فرع ، مع العمومات الفقهية لو اردناها.

 

 

 

الحوزة العلمية والجامعة يمكن ان نتصورهما يؤديان واجبهما معا في ازاحة الجهل ونمو شجرة العالم والمعرفة على عدة اشكال ونماذج :

الشكل الاول : ان تكون الجامعة بنفها حوزة ، فتقوم بمهام الحوزة الحقيقة .

ولا ننسى من ان دابنا الاختصار في هذا البحث لذا سنكتفي باقل ما يؤدي الفكرة.

وهذا مثاله واضح :

بما اننا نتكلم بصورة موسعة اي بدائرة اسلامية شاملة لذا سيكون المثال الاول لهذا الشكل مدرسة الازهر الشريف في القاهرة.

حيث لم يكتف بكتابة الرسائل الجامعية كاطروحات فكرية فقط بل تعداه ، الى ان يكون رجال الدين في الجوامع في البلدان التي عندها الازهر هو محط رجال العلم من خريجيه وكذلك من تخرج في كلية الشريعة وعندنا المثال الاخر ، الواضح المعالم في كلية الفقه حيث رسائل الماجستير والدكتوراه ، وبتعبير احد اساتذتها (رفدت هذه الكلية المكتبة الاسلامية ب(111) رسالة ماجستير ومشاريع دكتوراه عدتها (40) اطروحة ، وهو رقم له دلالته السامية في روايات اهل البيت (ع) ، وحري بكلية الفقه ان تفتخر اليوم بما قدمته للنجف الاشرف والعالم الاسلامي هذا النتاج المعرفي الهائل). لجنة اعداد ملخصات الرسائل الجامعية / ص 9 / الدراسات العليا في كلية الفقه/اعداد لجنة التاليف/ تاريخ وتتطور ملخصات الرسائل الجامعية 2006-2008.

الشكل الثاني: ننظر اليهما كرافدٍ مختلط:-

أي تكون الجامعة جزء من الحوزة ، فهي جامعة في داخل حوزة تتحرك ضمن الرَّحم الحوزوي اذا صح التعبير ومثاله الواضح: كلية الفقه في بداية تأسيسها ومنذ تخرج الدورة الاولى لها عام 1962م حتى عام 1987 – 1988م. (تخرجت الدورة الاولى عام 1962م وعددهم (34) طالباً بدرجة بكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الاسلامية) /كلية الفقه عطاء وابداع / ص23.

ولماذا قلنا انهما أي الحوزة والجامعة اصبحا كرمز مختلط فكانت الجامعة جزء من الحوزة وذلك :

لانه اذا لاحظنا ان خريجي الدورة الاولى والثانية والثالثة وهكذا الدورات الاخر كان جلهم يكمل دراسته الحوزوية ولا ينقطع عنها مع انه قد تخرج من الجامعة.

او يكون خطيبا بعد ان تتهيأ له ارضية علمية وثقافية كافية.

كما ان مدريسيها كانوا خليطا من الحوزة العلمية والجامعات الاكاديمية فلاحظ اسمائهم.

انظر: المصدر السابق/ ص 24 / جدول باسماء الدورة الاولى.

وانظر كذلك المصدر السابق / ص 27 / اساتذة كلية الفقه في الدورة الاولى.

فالجامعة تكون رافدا مشتركا تغذي الحوزة العلمية من جهة ، وتغذي المدارس والجامعات الاكاديمية من جهة ثانية.

ونلاحظ ان قسما منهم قد توجه لتحصيل الشهادات الجامعية بعد ان فتحت يديها كل من معهد الدراسات العليا في الماجستير وكلية دار العلوم في جامعة القاهرة.

الشكل الثالث :

نرى العلاقة بينهما كاستفادات علمية وتداول معرفة فقط.

وله امثلة كثيرة :- اسم منها تنجز خارجا ، وقسم منها نطمح ان يكون.

القسم المتنجز :-

الاستفادات العلمية في الدراسات الحوزوية في تحقيق موضوع بعض الاحكام التي لا علاقة للعلوم الدينية بها.

كالبحوث الحديثة في :- التامين ، اعمال البنوك والمصارف.

وهكذا بعض المعارف الاخر:-

كالاستنساخ مثلا اعم من البشري وغيره.

فاذا لم يفهم الفقيه ما هو الاستنساخ عن طريق امين ممن درسَه او درسَّه في الجامعات الطبية كيف سيصدر حكما؟!

والفت في هذا بحوث منها :-

بحوث فقهية / عز الدين بحر العلوم/ وهي محاضرات اية الله العظمى الشيخ حسين الحلي رحمه الله.

حتى ان استاذ المادة قدم للكتاب بما يلي:-

(ثم بدا ان يوسع في بحوثها ويعززها بجملة من المصادر الحديثة التي عنيت بتجديد موضوعاتها..) الشيخ حسين الحلي/ ص3/ المصدر السابق.

القسم الذي نطمح ان يكون :- ان تكون الدراسة الاكاديمية ، حتى وان كانت بعيدة كل البعد عن الامور التشريعية مرتبطة بالدراسة الحوزوية.