بسم الله الرّحمن الرّحيم

اللّهم صلّ على محمّد و آل محمّد

الأنصار

 

أصل الأنصار

 

بيان ما كان بينهم من قتال

بيان خؤولتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله بيان العقبة الأولى (على ما يسميها البعض) ومن شهدها منهم العقبة الثانية (وهي المسماة بالعقبة الأولى) ومن شهدها منهم
من شهد العقبة الثالثة (وهي المسماة بالعقبة الثانية) منهم من شهد منهم بدراً ذكر أول شهيد من المسلمين في غزوة أحد وكان منهم مدحهم في القران الكريم من تخلف عن بيعة أبي بكر منهم و أنكر عليه مجلسه
من نصر أبا عبد الله الحسين عليه السلام منهم من شهد منهم كربلاء      

أصل الأنصار

 

كان عمرو بن عامر آخر ملوك اليمن , وكان يحكمها لزمن طويل حتى هُدِم سد مأرب. وأبوه عامر ماء السما سمي بذلك لجوده ومن قولهم :  

كفانا عامر قحطنا             فهو ماء المزن لنا

((  ثم إن عمرو بن عامر أول من غير دين إبراهيم عليه السلام واستخرج أصنام قوم نوح من شاطىء البحر ودعا العرب إلى عبادتها ففعلوا ثم إن العرب بعد ذلك بمدة عبدوا ما استحسنوا ونسوا ما كانوا عليه واستبدلوا بدين إبراهيم عبادة الأوثان وبقي فيهم من دين إبراهيم تعظيم البيت والحج وكانت نزار تقول في تلبيتها لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك إلى أن قال وكان لأهل كل واد صنم يعبدونه ثم بعث الله محمدا صلى الله عليه (وآله) وسلم بالتوحيد قالت قريش أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنّ هذا لشيء عجاب.))  ص 53، ج1 ، السيرة النبوية لابن هشام

ذكر نسب الأنصار

قال حسان بن ثابت الأنصاري والأنصار بنو الأوس والخزرج ابني حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث   

إمّا سألتَ فَإِنّا مَعشرٌ نُجُبٌ             الأُسْدُ نِسبَتُنا والماءُ غسانُ

كتاب السيرة النبوية، الجزء 1، صفحة 117.

وعمرو بن عامر لقبه مزيقياء وهو المراد بالمثل المشهور أعظم في نفسه من مزيقياء ؛ ويلقب بالملطوم أيضا للقصة المشهورة في كتب التأريخ في احتياله لقومه للخروج بهم من أرض اليمن وبيع ضياعهم

 وسبب تسميته بالملطوم أنه رأى في منامه رؤيا تخبره بقرب إنهيار سد مأرب فاتفق مع ابنه عمران أن يلطمه فيغضب الابن ويخرج من اليمن إلى جبال القهر وهي بين نجران والسليل وتثليث ثم بعد فترة يبيع أبوه عمرو بن عامر أملاكه بحجة اللحاق بإبنه وأنه لا يصبر عنه ، وفي رواية أخرى ذكرها ابن كثير في تفسيره أنه اتفق مع أحد أبناءه أن ينازعه في الحديث وأن يرد عليه فيقوم الأب ويلطم الابن فيرد الابن اللطم وفي نفس الوقت طلب من أبنائه الآخرين أن لا يغيروا عليه وحين ذلك يحلف أن لا يقيم بين أظهرهم .  

وفي ذلك يقول ابن المقرب :

وَإنّيَ  في قومي كعمروِ بنِ عامرٍ  الليالي يعصى في قبائله الأزد

أراهمْ أماراتِ الخرابِ وما بدى  من الجرذ العيّاث في صخرها الصلد

ولم يرعووا مما رَأوا فَتفرقوا    أيادي سبا في الغور منها وفي النجد .

 

وبعد وفاته تفرق أبناؤه وأصبحوا لا ينزلون في بلد إلا ويتغلبون على أهله ،  فنزل آل جفنة ابن عمرو بن عامر الشام ، ونزلت الأوس والخزرج يثرب ، ونزلت خزاعة مرا  ، ونزلت أزد السراة ،   ونزلت أزد عمان ثم أرسل الله تعالى على السد السيل فهدمه ، ففيه أنزل الله تبارك وتعالى على رسوله محمد صلى الله عليه ( و آله ) وسلم  ( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم )
والعرم السد واحدته عرمة فيما حدثني أبو عبيدة .

وفي أبناء عمرو بن عامر قال حسان بن ثابت : يمانيون تدعونا سبأ فنجيبها        إلى الجوهر المكنون خير الجواهرِونحن ملوك الناس من عهد تُبَّعٍ    إذ المُْلْكُ في أبناء عمرو بن عامرِ

 

: أولاد عمرو بن عامر

 

1-   جفنة ، وهم الغساسنة ملوك الشام .

2-   الحارث.

3-    ثعلبة ، وَ وَلَدَ ثعلبةُ حارثةَ ، وولد حارثةُ الأوسَ والخزرجَ غلبوا اليهود على يثرب ، وهم أنصار الرسول صلى الله عليه  ( و آله ) وسلم ، ونصروا الرسول بعد أن ناصبته قريش العداء .

4-   أبو الحارثة .

5-   كعب ، منهم السمؤال بن عاديا ( مضرب المثل في الوفاء ) .

6-   عوف .

7-   وادعة .

8-   مالك .

9-   حارثة ، وهو جد خزاعة ، غلبت جرهم على مكة ( بعد أن أكثروا فيها الفساد فأخزاهم الله بخزاعة وأخرجوهم منها ، ثم غلبهم عليها قصي بن كلاب أحد أجداد رسول الله صلى الله عليه و آله فصارت شؤونها بيده ويد ولده ) ؛ ومن ولد حارثة شكر .

10-  ذهل وأسمه وائل ومن ولده أساقفة نجران وملوكها .

11- عمران ، وولد عمران الأسد وهو دوسر جد قبيلة الدواسر والحجْر، فولد الأسد خمسة : العتيك بن الأسد وشهميل بن الأسد وأبو وائل الحارث بن الأسد وسلمة بن الأسد . سكن عمران في بادئ الأمر في جبال القهر ، ثم انتقل بعض أولاده من ذرية العتيك بن دوسر وبعض ولد الحجْر بن عمران إلى عُمان . أما بقية أولاده فانتقلوا إلى وادي الدواسر فيما بعد .

12-  وقد أورد الهمداني في قصيدة عبدالله بن عبد الرحمن الأزدي وهي قصيدة طويلة في افتراق الأزد وتحول بعض منهم إلى حياة البادية والتي من ضمنها :

أبعد الحي عمران بن عمرو       وبعد الأكرمين بني زياد

وبعد شنؤة الأبطال أضحت        بيوتهمُ ترفع بالعماد

    ذكر المقر الشهابي بن فضل الله العمري وهو من أهل القرن الثامن في كتابه التعريف بالمصطلح الشريف أن السلطان محمد بن قولون يكتب للدواسر من عرب اليمن بشأن رغبته في شراء خيل تذكر لديهم ، وأنه كان يكتب إليهم بحسب ما يظهر بالإستخبار من مكانة الرجال  ، وذكر عن فضل الله في كتابه (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) أن زعيم الدواسر رواء بن بدران . وذكرهم ابن المجاور (ت 680هـ) في كتابه ( صفة بلاد اليمن والحجاز ) عن عرب جنوب نجد وخص الدواسر بأنهم أهل خيل وإبل.

 

الأوس والخزرج :

 

(( يتفق المؤرخون على أن الأوس والخزرج قبيلتان قحطانيتان، جاءتا من مملكة سبأ في اليمن على إثر خراب سد مأرب، وعندما وصلتا إلى يثرب أعجبتا بما فيها من أرض خصبة وينابيع ثرة، وقد كان سكانها ـ وخاصة اليهود ـ في حاجة إلى الأيدي العاملة لاستثمار الأراضي، فسمحوا لهم بالنزول قريباً منهم بين الحرة الشرقية وقباء، وكانت ظروف عملهم أول الأمر قاسية وبمرور الزمن تحسنت أحوالهم، فبدأ اليهود يخافون من منافستهم، فتداعى عقلاء الطرفين إلى عقد حلف ومعاهدة يلتزمان فيها بالسلام والتعايش والدفاع عن يثرب إزاء الغزاة، فتحالفوا على ذلك والتزموا به مدة من الزمن، ازداد خلالها عدد الأوس والخزرج ونمت ثرواتهم، ففسخ اليهود الحلف وقتلوا عدداً منهم وعملوا على إذلالهم، وبقي الأوس والخزرج على تلك الحال إلى أن ظهر فيهم مالك بن العجلان الذي استنجد بأبناء عمومته الغساسنة في الشام فاستجابوا له وأرسلوا جيشاً كسر شوكة اليهود فعادوا إلى الوفاق وعاشوا فترة أخرى حياة متوازنة، فعندما هاجم تبع بن حسان (يثرب) وأراد تخريبها وقف الجميع في وجهه حتى رجع عن قصده وصالحهم وفي هذه المرحلة من الوفاق تحرك أبناء الأوس والخزرج خارج الحزام الذي كانوا محتبسين فيه وبنوا المنازل والآطام في سائر أنحاء (يثرب) وتوسعوا في المزارع وصار لكل بطن من بطونهم مواقع كثيرة، حينئذ خطط اليهود لاستعادة سلطتهم عليهم بطريقة جديدة ترتكز على التفريق بينهم وضرب بعضهم ببعض فأعادوا التحالف معهم وجعلوا كل قبيلة منهم تحالف واحدة من القبيلتين الأوس والخزرج تمهيداً لإيقاع الفتنة بينهم، فتحالف بنو النضير وبنو قريظة مع الأوسيين، وتحالف بنو قينقاع مع الخزرجيين، وبدأت كل فئة يهودية تسعر النار في حليفتها على الطرف الآخر وتذكي العداوة والشقاق بينهما، ونجحت الخطة الماكرة واشتعلت الحروب الطاحنة واستمرت قرابة مائة وعشرين عاماً ولم تنته حتى جاء الإسلام فأطفأها.

 

المعارك بين الأوس والخزرج

 

بدأت المعارك بين الأوس والخزرج بحرب سمير وانتهت بحرب بعاث قبل الهجرة بخمس سنوات وما بين هاتين الحربين نشبت أكثر من عشرة حروب، وكان لليهود دور في إثارتها وإذكائها وأهم تلك الحروب والوقائع ما يلي: حرب سمير، وحرب حاطب، ووقعة جحجبا وموقعة السرارة وموقعة الحصين بن الأسلت وموقعة فارع ويوم الربيع وموقعة الفجار الأولى والثانية وموقعة معبس ومضرس.

 وكان آخرها وأشدها حرب بعاث، وقد استعد لها كل من الأوس والخزرج أكثر من شهرين بسبب الأحقاد المتراكمة وتحالف الأوس مع بني قريظة وبني النضير، بينما تحالف الخزرجيون مع مزينة وأشجع وخالفهم عبد الله بن أبي بن سلول، والتقى الطرفان في منطقة تسمى بعاث، واقتتلوا قتالاً شديداً، وتضعضع الأوسيون وحلفاؤهم وقتل عدد كبير منهم وبدؤوا بالفرار ولكن قائدهم حضير الكتائب ثبتهم، فقاتلوا بشجاعة وهزموا الخزرجيين وحلفاءهم، وهموا أن يقضوا عليهم نهائياً حتى صرخ رجل من الأوس (يا معشر الأوس انسحبوا ولا تهلكوا إخوانكم، فجوارهم خير من جوار الثعالب) ويقصد اليهود الماكرين. وبعد تلك الواقعة سئموا الحرب وكرهوا الفتنة وأجمعوا أن يتوجوا عبد الله بن أبي بن سلول ملكاً عليهم ليستتب الأمن وتنتهي الفتن. وشاء الله أن تحدث بيعة العقبة الأولى ثم تليها العقبة الثانية في مكة وشارك فيها أفراد من القبيلتين المتصارعتين، فكانت بداية لتأليف القلوب وجمعها على الدين الحنيف. وعندما هاجر رسول الله e إلى المدينة المنورة أطفأ العداوة بين القبيلتين نهائياً وصاروا بفضل الله إخواناً وبدأت صفحة جديدة من تاريخ المدينة المنورة. ))

—————–

للتوسع: وفاء الوفا ج1/166-270

 

ويسمى الأوس والخزرج ببني قيلة ، وسمّوا بذلك نسبة إلى إحدى جداتهم (قيلة). وبهذا خاطبتهم الزهراء عليها السلام أيهاً بني قيلة أهضم تراث أبي وانتم بمرأى مني ومسمع ؟ عندما خُذِلَتْ من قريش ولم يساندْها الأنصار لِهِنٍ وهِن شمل القوم .

 

 

 

خؤولتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله

 

وأول علاقة صارت بين بني هاشم والخزرج عندما تزوج هاشم جد بني هاشم الأكبر من سلمى الخزرجية من بني النجار فأنجبت له عبد المطلب ومنه صار بنوا هاشم. لذلك ربطت بني هاشم بالأنصار علاقة رحم ونصرة من اليوم الأول فكل بني هاشم من سلمى الخزرجية التي كانت سيدة الخزرج. 

و ( عمرو بن زيد بن لبيد النجاري من بني النجار هو والد سلمى أم عبد المطلب . الاستيعاب في تمييز الأصحاب ج 2باب الكاف). كما إن  أم عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله فاطمة بنت عمرو بن عامر من بني النجار وهي مدنية‏ ، فقد جاء :

 

في كتاب (لباب الأنساب  ) في باب :

 معنى قوله صلى الله عليه وآله :  أنا ابن العواتك أنا ابن الفواطم كلهن طاهرات سيدات :

 أم هاشم بن عبد مناف عاتكة بنت مرة بن هلال من بني سليم‏.‏

وأم رسول الله صلى الله عليه وآله آمنة بنت وهب ،  وأم وهب عاتكة بنت الأوقص بن مرة بن هلال من بني سليم‏.‏

 وأم عبد مناف عاتكة بنت فالج بن هلال من بني سليم‏.‏

أما الفواطم :  فأم عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله فاطمة بنت عمرو بن عامر من بني النجار وهي مدنية‏.‏

وأم قصي فاطمة بنت عوف بن سعد بن الأزد‏.‏

وأم آمنة وهي جدة النبي عليه السلام من قبل الأم فاطمة بنت عبد الله من بني مخزوم زوجة وهب بن عبد مناف من بني زهرة‏.‏

وأم خديجة زوجة النبي صلى الله عليه وآله فاطمة بنت الأصم‏.‏

ولحمزة سيد الشهداء بنت يقال لها‏:‏ فاطمة ويقال لها‏:‏ أيضاً البيضاء‏.‏

وفاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( بل هو رضا الله عليه السلام ) وأم طالب وجعفر‏.‏

والعاتكة‏:‏ القوس إذا قدمت واحمرت‏.‏

وقيل‏:‏ العواتك إحداها عاتكة بنت هلال بن فالج بن ذكوان وهي أم هاشم وإخوته‏.‏

وعاتكة بنت عامر بن الطرب بن عباد بن بشر بن الحارث بن عمرو وهي من أمهات عبد الله بن عبد المطلب‏.‏

وعاتكة أم مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان‏.‏

وعاتكة وقيل‏:‏ ليلى بنت سعد بن هذيل بن مدركة أم غالب بن فهر‏.‏

والفواطم‏:‏ فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم أم عبد الله بن عبد المطلب‏.‏

وفاطمة بنت عبد الله بن عمرو بن عائذة جدة جدة النبي صلى الله عليه وآله وفاطمة بنت عبد الله بن عمرو بن عدوان وهي أم سلمى أم عبد المطلب‏.‏

وفاطمة بنت عون بن عدي وهي أم مخزوم وهو الذي ينسب إليه بنو مخزوم جد عبد الله من قبل الأم‏.‏

وفاطمة بنت السعد ابن سهيل‏.‏

وقيل‏:‏ أم قصي فاطمة بنت عوف بن سعد بن شمل بن حجاز بن عثمان بن عامر‏.‏))  . 

  _ نقلناه بطوله لما فيه من فائدة _ .

 

عُرف الخزرج بنصرة بني هاشم منذ اليوم الأول فعندما غصب أعمام عبد المطلب ( شيبة الحمد ) حقه في سقاية الحاج وسيادة قريش طلب العون من أخواله من بني النجار فجاءوا ونصروه خير نصرة حتى أُرجع إليه حقه.

وبقيت المودة بين بني هاشم وبني عبد المطلب بالذات من طرف وبينهم حتى كثرت وبانت وتجلت بنصرة الأوس والخزرج لرسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله إذ بايعوه على أن ينصروه بأموالهم وأنفسهم وأهليهم ,فسميت تلك ببيعة العقبة  : 

(( قال القمي في تفسيره: لمّا قدمت الأوس والخزرج مكّة، وكان أكثرهم مشركين على دينهم، وفيهم عبدالله ابن أبي بن أبي سَلول، وفيهم ممن أسلم بشر كثير. وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله)نازلا في دار عبد المطلب (في منى في أيّام موسم الحجّ) ومعه علي (عليه السلام)وحمزة والعباس. فجاءهم رسول الله(صلى الله عليه وآله) وقال لهم: تمنعون جانبي حتّى أتلو عليكم كتاب ربّكم، وثوابكم على الله الجنّة؟ قالوا: نعم يا رسول الله فخذ لنفسك وربّك ما شئت. فقال: موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق فاحضروا دار عبدالمطلب على العقبة، ولاتنبّهوا نائماً.

فلمّا حجّوا رجعوا إلى منى، وجاءه منهم سبعون رجلا من الأوس والخزرج فدخلوا الدار. فلمّا اجتمعوا قال لهم رسول الله: تمنعون جانبي حتّى أتلو عليكم كتاب ربّكم وثوابكم على الله الجنّة؟ فقال أسعد ابن زرارة والبَراء بن معرور وعبد الله ابن حرام: نعم يا رسول الله، فاشترط لنفسك ولربّك.

فقال رسول الله: تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم، وتمنعون أهلي ممّا تمنعون منه أهليكم؟ قالوا: فما لنا على ذلك؟

قال: تملكون بها العرب في الدنيا، وتدين لكم العجم وتكونون ملوكاً في الجنّة.

فقالوا: قد رضينا. فقام العبّاس ابن نضلة الأوسي فقال:

يا معشر الأوس والخزرج، تعلمون على ما تقدمون عليه؟ إنّما تقدمون على حرب الأحمر والأبيض وعلى حرب ملوك الدنيا، فإن علمتم أنّه إذا أصابتكم المصيبة في أنفسكم خذلتموه وتركتموه فلا تغروه، فإنّ رسول الله وإن كان قومه خالفوه  ـ  فهو في عزّ ومنعة .

فقال له عبدالله بن حرام وأسعد ابن زرارة وأبو الهيثم بن التيهان:

مالك وللكلام ؟! ثم قالوا: يا رسول الله، بل دمنا بدمك وأنفسنا بنفسك، فاشترط لربّك ولنفسك ما شئت.

فقال رسول الله: أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيباً يكفلون عليكم بذلك، كما أخذ موسى من بني إسرائيل اثني عشر نقيباً. فقالوا: اختر من شئت.

فأشار جبرئيل (عليه السلام) إليهم، فقال: هذا نقيب، وهذا نقيب حتّى اختار تسعة من الخزرج وهم: أسعد بن زرارة، والبَراء بن معرور، وعبد الله ابن حرام  ـ  وهو أبو جابر بن عبدالله الأنصاري  ـ  ورافع بن مالك، وسعد ابن عبادة، والمنذر بن عمرو، وعبد الله بن رواحة، وسعد بن الربيع، وعبادة بن الصامت. وثلاثة من الأوس هم: أبو الهيثم بن التيهان اليمني حليف بني عمرو بن عوف، وأُسيد ابن حضير، وسعد بن خيشمة.

فلمّا اجتمعوا وبايعوا رسول الله صاح بهم إبليس: يا معشر قريش والعرب، هذا محمّد والصُباة من الأوس والخزرج على هذه العقبة يبايعونه على حربكم فأسمَعَ أهل منى، فهاجت قريش وأقبلوا بالسلاح.

وسمع رسول الله النداء فقال للأنصار: تفرّقوا. فقالوا: يا رسول الله إنْ أمرتنا أن نميل عليهم بأسيافنا فعلنا.

فقال رسول الله: لم أُؤمر بذلك، ولم يأذن الله في محاربتهم.

فقالوا: يا رسول الله فتخرج معنا.

قال: انتظر أمر الله (بالهجرة) فتفرّقوا.

وخرج حمزة وعلي بن أبي طالب فوقف حمزة على العقبة ومعه السيف.

فجاءت قريش على بكرة أبيها قد أخذوا السلاح، فلمّا نظروا إلى حمزة قالوا له: ما هذا الذي اجتمعتم عليه؟

قال: ما اجتمعنا، وما هاهنا أحد، والله لا يجوز أحد هذه العقبة إلاّ ضربته بسيفي! فرجعوا. ورجع رسول الله إلى مكّة.

(ولم يطلع المسلمون من الأوس والخزرج المشركين منهم، وفيهم عبدالله بن أبيّ بن أبي سلول، فغدت قريش إليه) وقالوا له: قد بلغنا أنّ قومك بايعوا محمّداً على حربنا؟

فحلف لهم عبدالله: أنّهم لم يفعلوا ولا علم له بذلك، فصدّقوه 1.

ذكر ذلك القمي في تفسيره، ونقله عنه الطبرسي في «أعلام الورى» والقطب الراوندي في «قصص الأنبياء» ولم يتبعه تلميذه ابن شهر آشوب في «مناقب آل أبي طالب» بل قال:

كان النبيّ يعرض نفسه على قبائل العرب في الموسم، فلقى رهطاً من الخزرج ستة نفر فقال: أفلا تجلسون أُحدّثكم؟ قالوا: بلى، فجلسوا إليه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن، فقال بعضهم لبعض: والله إنّه للنبيّ الذي كان يُوعدكم به اليهود، فلا تسبقنّكم إليه (فصدّقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام) وقالوا له: إنّا تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشرّ مثل ما بينهم، فعسى أن يجمع الله بينهم بك، فسنقدم عليهم وندعوهم إلى أمرك (ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله بك فلا رجل أعزّ منك). ثمّ انصرفوا عن رسول الله راجعين إلى بلادهم وقد آمنوا وصدّقوا.

فلمّا كان العام المقبل أتى من الأنصار إلى الموسم اثنا عشر رجلا فلقوا النبيّ (صلى الله عليه وآله) فبايعوه على «بيعة النساء» 2  وبعث معهم مصعب بن عمير بن هاشم يصلّي بهم (فكان يصلّي بهم ويقرئهم القرآن حتّى سمّي بينهم بالمقرئ، وحتّى لم تبق دار في المدينة إلاّ وفيها رجال ونساء مسلمون:

(وفي الموسم القادم) خرج جمع من الأنصار مع حجّاج قومهم، فاجتمع، في ليلة من ليالي التشريق في الشعب عند العقبة، ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان.

(فقام فيهم رسول الله) فقال: أُبايعكم على الإسلام.

فقال له بعضهم: نُريد أن تعرّفنا  ـ  يا رسول الله  ـ  ما لله علينا وما لك علينا وما لنا على الله؟

فقال: أما ما لله عليكم: فأن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأما مالي عليكم: فتنصروني مثل نسائكم وأبنائكم، وأن تصبروا على عضّ السيف وأن يُقتل خياركم 3.

قالوا: فإذا فعلنا ذلك فما لنا على الله؟

قال: أمّا في الدنيا فالظهور على من عاداكم، وفي الآخرة الرضوان والجنّة.

فقال أبو الهيثم بن التيهان: إنّ بيننا وبين الرجال حبالا، فهل عسيت إن نحن قطعناها أو قطعوها ثمّ أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟

فتبسّم رسول الله ثمّ قال: بل الدم الدم، والهدم الهدم، أُحارب من حاربتم وأُسالم من سالمتم.

فأخذ البَراء بن معرور بيده ثمّ قال: والذي بعثك بالحقّ لنمنعنّك بما نمنع به أُزرنا، فبايعنا ـ يا رسول الله ـ فنحن والله أهل الحروب وأهل الحلقة، ورثناها كباراً عن كبار.

فقال رسول الله: أخرجوا إليّ منكم اثني عشر نقيباً. فاختاروا.

فقال لهم: أُبايعكم كبيعة عيسى ابن مريم للحواريين، كفلاء على قومكم، على أن تمنعوني ممّا تمنعون منه نساءكم وأبناءكم. فبايعوه على ذلك.

فصرخ الشيطان في العقبة: يا أهل الجباجب 4 هل لكم في محمّد والصُباة معه، فإنّهم قد اجتمعوا على حربكم؟! ففشا الخبر ونفر الناس وخرجوا في الطلب، فلم يدركوا منهم إلاّ سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو، فأمّا المنذر فأعجز القوم هرباً، وأمّا سعد فأدركوه فأخذوه وربطوه بحبل رحله وادخلوه مكّة يضربونه.

هذا ما ذكره ابن شهر آشوب في فصل هجرته (صلى الله عليه وآله)، وقد قال في الفصل السابق في أحواله وتواريخه: كان حصار الشِعب أربع سنين. وقال قبله: توفي أبو طالب بعد نبوّته بتسع سنين وثمانية أشهر، وذلك بعد خروجه من الشعب بشهرين. وتوفّيت خديجة بعده بستّة أشهر. ولبث بعدها بمكّة ثلاثة أشهر فأمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة(!) فخرج جماعة من أصحابه بأهاليهم، وذلك بعد خمس من نبوّته(!) وقال: فلمّا توفّي أبو طالب خرج إلى الطائف وأقام فيه شهراً، ثمّ انصرف إلى مكّة ومكث فيها سنة وستّة أشهر في جوار مُطعم بن عدي.

ثمّ ذكر مختصر بيعة العقبة الأُولى والعقبة الثانية، ولكنّه أضاف ذكر أسمائهم فقال: كانت بيعة العقبة الأولى بمنى، بايعه خمسة نفر من الخزرج وواحد من الأوس، في خفية من قومهم «بيعة النساء» وهم: جابر ابن عبدالله6، وقطبَة بن عامر بن حَرام، وعوف بن الحارث، وحارثة ابن ثعلبة 7، ومرثد بن الأسد، وأبو أمامة ثعلبة بن عمرو، ويقال: هو أسعد بن زرارة.

وفي السنة القابلة  ـ  وهي العقبة الثانية  ـ  أنفذوا معهم ستّة أخرى بالإسلام والبيعة، وهم: أبو الهيثم بن التيهان، وعُبادة بن الصامت، وذكوان ابن عبدالله، ونافع بن مالك بن العجلان، وعبّاس بن عبادة بن نضلة، ويزيد بن ثعلبة حليف له. ويقال: مسعود بن الحارث، وعُويم بن ساعدة حليف لهم.

ثمّ أنفذ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) معهم ابن عمّه: مصعب بن عمير بن هاشم، فنزل دار أسعد بن زرارة، فاجتمعوا عليه وأسلم أكثرهم.

وفي السنة القابلة كانت «بيعة الحرب» 8 كانوا سبعين رجلا وامرأتين من الأوس والخزرج، واختار منهم اثني عشر نقيباً ليكونوا كفلاء قومهم: تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس، فمن الخزرج: أسعد بن زرارة، وجابر بن عبدالله الأنصاري 9، والبراء بن معرور، وعبد الله بن عمرو بن حرام، وسعد ابن عبادة، والمنذر بن عمرو، وعبد الله بن رواحة، وسعد بن الربيع. ومن القوافل: عُبادة بن الصامت. ومن الأوس: أبو الهيثم بن التَّيهان، وأُسيد بن حُضير، وسعد بن خيثمة 10.

وظاهره  ـ  كما ترى  ـ  أنّه يعدّد ثلاث بيعات في ثلاث سنوات متواليات، ولم يسند الخبر لا هنا ولا في فصل هجرته (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يذكر سيرة ابن هشام أو ابن إسحاق عند ذكره لطرقه إلى كتب العامّة في مقدّمة كتابه، نعم ذكر طريقه إلى مغازيه 11ومع ذلك فإنّي لا أراه إلاّ أنّه اختصر خبره من سيرته كما في سيرة ابن هشام، مع فارق:

أن ابن إسحاق يبدأ في خبر إسلام الأنصار، فيذكر عرض الرسول نفسه على العرب، ولقاءه بالستة من الخزرج عند العقبة، وأنّهم: أجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدّقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام. ثمّ انصرفوا عن رسول الله راجعين إلى بلادهم وقد آمنوا وصدّقوا. ثمّ يسمّيهم. ولا يذكر شيئاً عن البيعة ولا يسمّيهما «بيعة النساء» ولا «العقبة الأُولى» وابن شهر آشوب سمّـاها: بيعةَ العقبة الأُولى، وبيعةَ النساء. والعقبةُ التي أضيف فيها إلى الستة الأُولى ستّة آخرون فكان الجميع اثني عشر رجلا وبُعث معهم مصعب بن عمير، يسمّيها: العقبة الثانية. والعقبةُ الثانية التي كان الأنصار فيها ثلاثة وسبعين رجلا وامرأتين يسمّيها بيعةَ الحرب، وهي كذلك، ولكنّه يجعلها البيعة الثالثة في السنة القابلة أي الثالثة. ولعلّ منشأ الشبهة له هو أنّ ابن إسحاق أو ابن هشام لا يسمي اللقاء الأول 12، ويسمي اللقاء الثاني بالعقبة الأولى 13، ويسمّي اللقاء الثالث بالعقبة الثانية 14 ثمّ يعود على شروط هذه البيعة بعنوان: شروط البيعة في العقبة الأخيرة: قال ابن إسحاق: وكانت بيعة الحرب 15فلعلّه وِهمَ أن البيعة الأخيرة بيعة الحرب غير بيعة العقبة الثانية، فهي الثالثة.

وابن إسحاق يروي الخبر الأوّل عن اللقاء الأوّل للنبيّ بالستّة من الخزرج عن عاصم بن عمر بن قَتادة عن أشياخ قومه 16، وخبر العقبة الأُولى عن عُبادة بن الصامت بثلاثة وسائط 17، وبطريق آخر عنه بواسطتين 18، وخبر العقبة الثانية عن كعب بن مالك الخزرجي بواسطة ابنه معبد عن أخيه عبدالله عن أبيه كعب 19 وخبر أسر سعد بن عُبادة عن عبدالله بن أبي بكر عنه 20.

ويوهم قوله: كانت البيعة الأُولى على بيعة النساء، وذلك أنّ الله لم يكن قد أذن لرسوله صلى الله عليه [وآله ]وسلم في الحرب، فلمّا أذن الله له فيها وبايعهم رسول الله 21 وقوله: وكان رسول الله قبل بيعة العقبة لم يؤذن له في الحرب ولم تُحلل له الدماء.. فلمّا عتت قريش على الله عزّ وجل.. أذن الله عزّ وجلّ لرسوله في القتل والانتصار ممن ظلمهم وبغى عليهم… بلغني عن عروة بن الزبير وغيره من العلماء: أنّ أوّل آية أُنزلت في إذنه له في الحرب وإحلاله له الدماء والقتال لمن بغى عليهم قول الله تبارك وتعالى: { أُذن للذين يقاتَلون بأنّـهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير } 22.. فلمّا أذن الله تعالى له في الحرب وبايعه هذا الحيّ من الأنصار 23يوهم قوله هذا: أنّ الإذن له بالحرب صدر بهذه الآية قبل بيعة الحرب في العقبة الثانية قبل الهجرة، ولذلك بايعهم النبيّ بيعة الحرب.

ويردّه ما رواه ابن إسحاق عن معبد بن كعب عن أخيه عبدالله بن كعب عن أبيه كعب بن مالك: أنّ العبّاس ابن عُبادة بن نَضلة قال له: إن شئت لنميلنَّ على أهل منى غداً بأسيافنا! فقال رسول الله: لم نؤمر بذلك، ولكن ارجعوا إلى رحالكم 24.

والآية من سورة الحجّ، وهي بعد المئة في ترتيب النزول، أي النازلة بعد عشرين سورة نزلت بعد الهجرة، تقريباً، ممّا لا يناسب معه نزولها حتى قبل وقعة بدر في منتصف السنة الثانية للهجرة، بل يناسب نزولها بعد ذلك تحكي علّة الإذن في ذلك، فضلا عن أن تكون قد نزلت قبل بيعة الحرب في العقبة الثانية قبل الهجرة، ممّا يوهمه ظاهر مقال ابن إسحاق، ولكن الحديث اختلط بعضه ببعض في غير وضوح. نعم كان يفهم من بيعة الحرب أنّ ذلك سيكون، وكانت لابن إسحاق رواية عن عروة بن الزبير وغيره عن أوّل آية أُنزلت في الإذن في الحرب والقتال، فانتقل إلى نقل الرواية كجملة معترضة، ومثله كثير في الكتب القديمة.

الهوامش :

(1) تفسير القمي 1: 272، 273، باختلاف في بعض الألفاظ، وعنه في أعلام الورى: 59  ـ  61، وعن القمي أيضاً في قصص الأنبياء: 332، 333، باختلاف في بعض الألفاظ أيضاً.

(2) اصطلح المسلمون ـ فيما بعد ـ اسمَ بيعة النساء على البيعة التي وردت في الآية الثانية عشرة من سورة الممتحنة، وإنّما يكنّى بها عن بيعة لاقتال فيها في مقابل بيعة الحرب. وسورة الممتحنة نازلة بعد صلح الحديبية، فالتسمية متأخّرة.

(3) وهذا معناه أن بيعة النساء السابقة تغيّرت هنا إلى بيعة القتال والحرب.

(4) الجباجب: جمع جُبجبة: الوعاء من أُدم ونحوه، وتُطلق على منازلهم في منى لأنـّها أوعية لهم.

(5) مناقب آل أبي طالب: 181، 182. وهو مختصر خبر ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام 2: 70  ـ  93.

(6) لا يوجد جابر فيمن شهد العقبة بل أبوه عبدالله بن عامر بن حرام. بل يعدّ جابر من أتراب الحسين (عليه السلام).

(7) ولا يوجد هذا الإسم أيضاً في السنة الأُولى ولا الأخيرة، بل هو جدّ الأوس والخزرج، اليعقوبي 2: 30.

(8) في الكتاب: الحرث، أو الحرس، ولا ريب أن الحرس مصحّف الحرث، وهو مصحّف الحرب، فهو الصحيح ولا معنى لغيره.

(9) روى الكشي في رجاله عن الباقر (عليه السلام) قال: كان عبدالله أبو جابر بن عبدالله من السبعين ومن الاثني عشر، وجابر من السبعين وليس من الاثني عشر. رجال الكشي: 41 ط مشهد.

(10) مناقب آل أبي طالب 1: 174، 175، وهو مختصر خبر ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام 2: 73  ـ  75 و81  ـ  87 ومنها ما بين الأقواس.

(11) مناقب آل أبي طالب 1: 10.

(12) سيرة ابن هشام 2: 70.

(13) ابن هشام 2: 73.

(14) ابن هشام 2: 81.

(15) ابن هشام 2: 97.

(16) سيرة ابن هشام 2: 70.

(17) ابن هشام 2: 75.

(18) ابن هشام 2: 76.

(19) ابن هشام 2: 81.

(20) ابن هشام 2: 91.

(21) ابن هشام 2: 97.

(22) الحجّ: 39.

(23) ابن هشام 2: 110  ـ  111.

(24) سيرة ابن هشام 2  91.                      

المصدر  (   بيعة العقبة لمحمّد هادي اليوسفي الغروي)

 

 

وحسناً فعلوا وخير النصرة نصروا ، وخير فداء كان فداؤهم حتى أن كل رجل من الأنصار أعطى نصف ما يملك ومنحه لواحد من المهاجرين حتى بيته الذي يسكن فيه ولو كان فقيرا ولذلك مدحهم الله سبحانه بقوله تعالى:

 { والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } الحشر 9 .

 وقال تعالى فيهم كذلك :

 {  والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم  } التوبة 100 .

 وتوجهم رسول الله صلى الله عليه و آله بقوله : { اللهم بارك في الأنصار وأولاد الأنصار} .

 و لقد شاركوا الرسول و آله صلى الله عليه وآله في سرائهم وضرائهم فشهدوا معه المواقع كلها وقدّموا الشهداء تلو الشهداء في سبيل نصرة الحق و أهله . 

وكان منهم أول شهداء غزوة أحد وهو عبد الله بن حرام والد جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي الجليل  رضي الله عنهما .

نصرتهم لآل البيت عليهم السلام

وقد استمرت نصرة أغلب  الخزرج وبعض من الأوس لآل بيت النبوة عليهم السلام .  وعندما أحسوا أن هناك أمراً مبيتاً وراء الكواليس في الأيام العصيبة التي كان فيها رسول الله صلى الله عليه وآله يعاني من المرض الذي فارقنا فيه تجمعوا وأرادوا أن يحموا أنفسهم ، ولنترك الشيخ محمد رضا المظفر رحمه الله تعالى في كتابه السقيفة يبين لنا السر في قلقهم واجتماعهم  :  

بيعَة السقيفة .. الدوافع لاجتماع السقيفة(1)

 

تصور الأنصار أنهم الذين آووا ونصروا يوم عز الناصر، وأسلموا يوم قحط المسلمين، فبذلوا للإسلام نفوسهم وأموالهم، فكانوا بحق (أنصاراً) كما سماهم النبي صلى الله عليه وآله، و(حضنة الإسلام واعضاد الملة) كما دعتهم الزهراء عليها السلام في خطبتها الشهيرة عند مطالبتها بالنحلة.

اذن، لابد أن يروا لأنفسهم حقا في الأسلام لايغمط وسابقة ليست لغيرهم لاتنكر، ولهم في تشييده يد مشهورة وذكر جميل.. وهذا ما يطمعهم في امارة المسلمين كجزاء

______________________________

{1} السقيفة: الصفة والظلة، وهي شبه البهو الواسع الطويل السقف. وكان لبني ساعدة بن كعب بن الخزرج وهم حي من الأنصار ومنهم سعد بن عبادة نقيبهم ورئيس خزرج ظلة يجلسون تحتها هي دار ندوتهم لفصل القضايا اشتهرت (بسقيفة بني ساعدة). اجتمع فيها الأنصار اوسهم وخزرجهم ليبايعوا سعد بن عبادة خليفة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

{97}

لتضحيتهم في سبيل الإسلام وكنتيجة لنجاحهم وتفوقهم على العرب في النصرة والايواء.

ومن جهة ثانية: انهم كانوا قد وتروا قريشا والعرب؛ وأية ترة هي؟ آووا ونصروا من سفه أحلامهم، وهم يحرقون الارم عليه ليقتلوه، فتمنع عن جبروتهم باولئك المستضعفين في نظر (أهل النواضح) وأكثر من ذلك إنهم قتلوا صناديدهم واسروا رجالهم وجعجعوا بهم حتى دانت بأسيافهم العرب. فكانت الأنصار والحال هذه تتخوف هؤلاء الذين وتروهم إذا خلصت إليهم الإمارة أن يأخذوهم بترتهم، وهم عندئذ المغلوبون على أمرهم سوقة لا يملكون لأنفسهم قوة ولا دفاعا، وكفاهم ما سمعوه من النبي (ص) مخاطا لهم: (ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض). والمناظرة التي وقعت يوم السقيفة كانت تشير الى تخوفهم هذا، بل صرح الحباب بن المنذر إذ يقول: ( ولكنا نخاف ان يليها بعدكم من قتلنا أبناءهم وآباءهم وإخوانهم). وقد صدقت فراسته فتولى الأمر بنو أمية وكان ما كان منهم في وقفة (الحرة) المخزية التي يندى منها جبين الشرف والانسانية، ويبرأ منها الاسلام وأهله.

وشيء ثالث هناك: إذا كان صاحب الأمر هو علي بن أبي طالب، فلم يخف عليهم حسد العرب له وتمالؤها عليه،

{98}

وهي موتورة له أكثر من أي شخص آخر من المسلمين بعد النبي، فلا تمكنه العرب وقريش خاصة من أمورهم. وليس بعيدا عهد تأخر جيش أسامة والحيلولة دون كتاب النبي. ولا بد إنهم علموا بمؤامرات هناك وتفكيرات أحسوها عيانا في جماعة من الناس. فالأنصار والحال هذه قد لا يرون كبير إثم في تطاولهم لمنصب الخلافة، مادامت خارجة عن معدنها، ولا يأمنون أن يتولاها من لا يحمدون مغبة أمره، ولا يجدون غيرهم ممن يتطاولون لها أولى بها في نصرة وخدمة وتضحية، ولعلهم لأجل هذا لما يئسوا من الأمر بعد محاولتهم الفاشلة ورأوه قد خرج من أيديهم أيضا قال كلهم أو بعضهم: (لا نبايع إلا عليا){1} ولكن بعد خراب البصرة.

هذه أسباب قد تقنع النفوس الاعتيادية على تنفيذ رغباتها، وتحملها على الاعتقاد بصحة ما يوحي إليها أهواؤها بقصد أو بغير قصد من جراء تأثير العاطفة، فتعمى العين عن أوضح ما يقوم في طريقها من نور للحق ودليل على فساد إيحاء النفس بنزعاتها، وهذا ما يؤيده علم النفس.

وإذا نحن تفهمنا هذه الحقائق وتدبرناها جيداً استطعنا أن نعرف السر في استباق الأنصار بهذه العجالة إلى عقد

______________________________

{1} الطبري(198:3) وابن الأثير(157:2) وغيرهما.

{99}

اجتماعهم سراً في سقيفتهم، واستطعنا أن نعرف لماذا كان سرياً بلا مشورة لمهاجرين ولا باقي المسلمين.

أجل! ما هو إلا لأنهم طلبوا الغرة من أصحاب الرسول وأهل بيته، فانتهزوا فرصة انشغالهم بفادحهم العظيم وبجهازهم نبيهم، ليحكموا البيعة لأحد نقبائهم وسيد الخزرج، أو لأي شخص آخر منهم قبل أن يفرغ أهلها أو طالبوها. وحينئذ ظنوا أن سيتم لهم كل شيء. }}  إنتهى موضع الحاجة .

ولذا أمسى موقفهم متردداً من نصرة آل البيت عليهم السلام بعد الإنقلاب الكبير بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله والذي أخذ من المسلمين مأخذاً عظيماً مع الأسف الشديد ،  إلا أن ثلة منهم بقيت على الحق ولذا قال أرباب التاريخ: و بايعه ( أبا بكر ) جميع الصحابة إلا اثني عشر رجلا؛ ستة من المهاجرين و ستة من الأنصار، فأما المهاجرون فهم: خالد بن سعيد، و سلمان الفارسي، و أبو ذر الغفاري، و المقداد بن الأسود الكندي، و عمار بن ياسر، و بريدة الأسلمي.

و أما الأنصار فهم: قيس بن سعد بن عبادة، و خزيمة بن ثابت ـ ذو الشهادتين ـ و سهل بن حنيف، و أبو الهيثم ابن التيهان، و أبى بن كعب، و أبو أيوب الأنصاري .  تاريخ اليعقوبي 2:114 ، الاحتجاج 75.

و زاد الصدوق في عدد الممتنعين من بيعة أبى بكر سعد بن عبادة سيد الأنصار الخصال  27   ، و لا ريب فيه، و كأن العلة في عدم ذكره أنه مات بعد موت النبي (صلى الله عليه و آله) بقليل، فلم يكن منه من المخاصمة في أمر البيعة ما كان من غيره، و جابر بن عبد الله الأنصاري، و أبا سعيد الخدري، و حذيفة بن زيد، و زيد ابن حصين الأسلمى، فهؤلاء أنكروا على أبى بكر مجلسه.  

ذكر  من نصر أبا عبد الله الحسين عليه السلام منهم 

وقد بقي قسم منهم على العهد حتى رزقه الله تعالى نصرة الحسين عليه السلام في كربلاء

قال الإمام الحسين عليه السلام يصف أصحابه:

(فاني لا اعلم أصحابا أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيراً).

ويقول الإمام الصادق عليه السلام في الزيارة التي علّمها لصفوان الجمّال:

السلام عليكم يا أولياء الله وأحباءه، السلام عليكم يا أصفياء الله واودّاءه، السلام عليكم يا أنصار دين الله، السلام عليكم يا أنصار رسول الله، السلام عليكم يا أنصار أمير المؤمنين، السلام عليكم يا أنصار فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليكم يا أنصار أبي محمد الحسن بن علي الزكي الناصح، السلام عليكم يا أنصار أبي عبد الله بأبي انتم وأمي طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم، وفزتم فوزاً عظيماً، فيا ليتني كنت معكم فأفوز معكم).  

  وهم  :

أبو الحتوف الأنصاري  ،   جنادة بن كعب الأنصاري  ،  

سعد ابن الحارث الأنصاري  ،  عبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري  ، 

عمرو بن جنادة بن الحارث الأنصاري  ،  عمرو بن قرظة بن كعب الأنصاري ،

عمران بن كعب ابن حارثة الأشجعي الأنصاري  ،   نعيم بن عجلان الأنصاري  .  

 

وظهر ذلك الولاء  التام متجسداً بشيخ من شيوخهم جسد العلاقة القوية بينهم وبين آل محمد صلى الله عليه وآله عندما قدم ذلك الصحابي الجليل ليكون أول من يتشرف بزيارة  قبر أبي عبد الله  الحسين عليه السلام وهو الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله تعالى عليه ، وأي موفقية تلك بان يكون المرء مشاركاً لإمام زمانه وعقيلة بني هاشم وبقية النساء والصبية الذين شهدوا واقعة الطف من آل البيت عليهم السلام في زيارة أبي عبد الله عليه السلام يوم الأربعين من استشهاده صلوات الله وسلامه عليه.

وهكذا بقى الأنصار على عهدهم لرسول الله صلى الله عليه واله ناصرين لعترته وأهل بيته عليهم السلام في كل مكان وزمان حتى قدّموا بعد غيبة صاحب الأمر عجل الله فرجه الشريف كثيرا من العلماء والفقهاء والأدباء فنصروا الحق بالسنتهم وأقلامهم ومهجهم.

وان شاء الله سيُرى أبناؤهم تحت لواء منقذ البشرية والذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملأت ظلماً وجوراً أنصاراً له كما كانوا أنصاراً لأجداده من قبل وتشرفوا بهذا اللقب  وهم رافعوا رؤوسهم من غير سوء وليثبتوا ولاءهم لتلك العترة الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين بدواً وختاماً .       

جدول ملحق فيه تسمية من شهد بدراً من الأنصار

ذكر من شهد بدراً من الأوس

 ((  شهدها من الأوس :    حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر  ،   ثم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ الأشهلي، وأخوه عمرو بن معاذ، وابن أخيه الحارث بن أوس بن معاذ. ومن بني عبد الأشهل أيضاً: الحارث بن أنس بن رافع وسعد بن زيد بن مالك بن عبيد وسلمة بن سلامة بن وقش، وسلمة بن ثابت بن وقش، ورافع بن يزيد بن كرز من بني زعورا بن عبد الأشهل. 

 ومن حلفائهم الحارث ابن خزمة بن عدي خرج عن قومه وحالف بني زعورا بن عبد أشهل، ومحمد بن سلمة من بني الحارث خرج عن قومه وحالف بني زعورا، وسلمة بن أسلم بن حريش خرج أيضاً عن قومه بني الحارث بن الخزرج وحالف بني زعوراً وأبو الهيثم بن التيهان، وأخو عبيد ويقال عتيك بن التيهان، وعبد الله بن سهل ويقال إنه من نفس بني زعورا. خمسة عشر رجلاً. ومن بني ظفر واسمه كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس: قتادة بن النعمان، وعبيد بن أوس ويعرف بمقرن لأنه أسر أربعة من المشركين فقرنهم وساقهم ، ونصر بن الحارث بن عبيد، ومعتب بن عبيد. ومن حلفائهم عبد الله بن طارق البلوي، خمسة رجال. 

 ومن بني حارثة بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس : مسعود بن سعد بن عامر، وأبو عبس بن جبر بن عمرو.

 ومن حلفائهم : أبو بردة بن نيار البلوي واسمه هانىء بن نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب من بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. ثلاثة رجال. ومن بني عوف بن مالك بن الأوس ثم من بني ضبيعة بن زيد: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح واسم أبي الأقلح قيس بن عصمة بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة، ومعتب بن شير بن مليل. وقد قيل إن معتب بن قشير من المنافقين والله أعلم. وأبو مليل ابن الأزعر، وسهل بن حنيف بن واهب. خمسة رجال.  

ومن بني أمية بن زيد بن مالك بن عوف: أبو لبابة بشير، وأخوه مبشر، وأخوهما رفاعة بنو عبد المنذر بن زنبر بن أميرة بن زيد، وسعد بن عبيد النعمان، وعويم بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن زيد، ورافع بن عنجدة وهي أمه، وعبيد بن أبي عبيد، وثعلبة بن حاطب. وقد قيل إن النبي صلى الله عليه ( و آله ) وسلم رد أبا لبابة والحارث بن حاطب إلى المدينة، وأمر أبا لبابة عليها، وضرب لهما بسهميهما وأجرهما. تسعة رجال.

 وقيل إن ثعلبة بن حاطب هو الذي نزلت فيه: “ومنهم منْ عاهد اللّه لئن آتانا من فضله لنَصدَّقنَّ الآيات” إذ منع الزكاة والله أعلم.  

ومن بني عبيد بن زيد بن مالك بن عوف: أنيس بن قتادة بن ربيعة بن خالد بن الحارث بن عبيد.

 ومن حلفائهم من بلى: معن بن عدي بنا لجد بن عجلان بن ضبيعة، وثابت بن أقرم بن ثعلبة وعبد الله بن سلمة بن مالك وزيد بن أسلم بن ثعلبة، وربعى بن رافع بن زيد. وخرج عاصم بن عدي بن الجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرده وضرب له بسهمه وأجره. سبعة رجال.

 ومن بني معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف: جبر بن عتيك بن الحارث ومالك بن نميلة المزني حليف لهم، والنعمان بن عصر البلوي حليف لهم. ثلاثة رجال.

 ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف: عبد الله بن جبير بن النعمان، وأخوه خوات بن جبير بن النعمان رده رسول الله صلى الله عليه وسلم وضرب له بسهمه وأجره، وعاصم بن قيس بن ثابت بن النعمان، وأخوه أبو ضياح بن ثابت بن النعمان، وأخوه حية بن ثابت ابن النعمان وسالم بن عمير بن ثابت بن النعمان، والحارث بن النعمان بن أمية بن البرك واسم البرك امرؤ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف. سبعة رجال.

 ومن بني جحجبي بن الجلاح بن الحرش بن جحجبي. ومن حلفائهم: أبو عقيل بن عبد الله بن ثعلبة البلوي. رجلان.  

ومن بني غنم بن السلم بن امريء القيس بن مالك بن الأوس: سعد بن خيثمة بن الحارث، ومولاه تميم، والحراث بن عرفجة ومنذر بن قدامة بن عرفجة ومالك ابن قدامة بن عرفجة خمسة رجال.

 وجميعهم واحد وستون رجلاً على حسب ما ذكرنا عنهم ممن شهدها بنفسه ومن أسهم له فيها بسهم. ))  (الدرر في اختصار المغازي والسير : ابن عبد البر ، ص : 59 )

ذكر من شهد بدرا من الخزرج

وشهد بدرا من الخزرج بن حارثة ثم من بني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرىء القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج وسعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير وعبدالله بن رواحة بن ثعلبة بن امرىء القيس بن عمرو بن امرىء القيس بن مالك وخلاد بن سويد بن ثعلبة وبشير بن سعد بن ثعلبة وأخوه سماك بن سعد وسبيع بن قيس بن عبسة ويقال عيشة وأخوه عباد بن قيس وعبدالله بن عبس ويزيد بن الحارث بن قيس يقال له ابن فسحم عشرة رجال .

ومن بني جشم وزيد ابني الحارث بن الخزرج وهما التوءمان خبيب بن إساف بن عتبة وعبدالله بن زيد بن ثعلبة صاحب الأذان وأخوه حريث بن زيد وسفيان بن نسر بن عمرو أربعة رجال .

ومن بني جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج تميم بن يعار بن قيس وعبدالله بن عمير وزيد بن المزين بن قيس وعبدالله بن عرفطة بن عدي بن أمية بن جدارة أربعة رجال. (كتاب الدرر، الجزء 1، صفحة 121.)

ومن بني الأبجر وهو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج أخو جدارة عبدالله بن ربيع بن قيس بن عمرو بن عباد بن الأبجر رجل واحد وأصل الخدرة الخمس الثاني من الليل والخمس الأول الهزيع والخمس الثالث اليعفور والرابع السدفة ذكره كراع . ومن بني عوف بن الخزرج ثم من بني الحبلى عبدالله بن عبدالله بن أبي بن سلول وسلول أم أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد وأوس بن خولى بن عبدالله بن الحارث بن عبيد رجلان ومن بني جزء بن عدي بن مالك بن سالم زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزء وعقبة بن وهب بن كلدة حليف لهم من بني عبدالله بن غطفان رجلان  . 

ومن بني ثعلب بن مالك بن سالم رفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة وعامر ويقال عمرو بن سلمة بن عامر حليف لهم من اليمن رجلان . 

 ومن بني المقدام بن سالم بن غنم أبو حميضة معبد بن عباد بن قشير بن المقدم بن سالم وعامر بن البكير حليف لهم ويقال عاصم بن العكير رجلان  .

ومن بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج ثم من بني العجلان بن زيد بن غنم بن سالم عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان ونوفل بن عبدالله بن نضلة بن مالك بن العجلان رجلان  .

 ومن بني أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن عوف وقد قيل إنه غنم بن عوف أخو سالم بن عوف بن الخزرج عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم وأخوه أوس بن الصامت رجلان. (كتاب الدرر، الجزء 1، صفحة 122.)

ومن بني دعد بن فهر بن ثعلبة بن غنم النعمان بن مالك بن ثعلبة وثعلبة هو قوقل رجل واحد  . 

ومن بني قريوش ويقال قريوس بن غنم بن أمية بن لوذان بن سالم بن عوف ثابت بن هزال بن ثابت بن عمرو بن قريوش رجل واحد .

 ومن بني مرضخة وهو عمرو بن غنم بن أمية بن لوذان مالك بن الدخشم بن مالك بن الدخشم بن مرضخة والربيع وورقة وعمرو بنو إياس بن عمرو بن غنم بن أمية بن لوذان وقد قيل إن عمرو بن إياس ليس بأخ لهما وإنه حليف لهم من اليمن ومن حلفائهم من قضاعة المجذر بن زياد بن عمرو البلوي واسم المجذر عبدالله وعبادة بن الخشخاش بن عمرو بن زمزمة ونحاث ويقال نحاب بن ثعلبة بن حزمة وعبدالله بن ثعلبة بن حزمة وعتبة بن ربيعة بن خالد البهرائي من قضاعة وقيل البهزي من بهز بن سليم حليف لهم ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج ثم من بني ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة أبو دجانة سماك بن خرشة ويقال سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة والمنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة رجلان. (كتاب الدرر، الجزء 1، صفحة 123.)

ومن بني عمرو بن الخزرج بن ساعدة أبو أسيد مالك بن ربيعة بن البدن بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة ومالك بن مسعود بن البدن رجلان .

 ومن بني طريف بن الخزرج بن ساعدة عبد ربه بن حق بن أوس بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة ومن حلفائهم كعب بن حمار بن ثعلبة الجهني وضمرة وزياد وبسبس بنو عمرو وعبدالله بن عامر من بلي .

 ومن بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج خراش بن الصمة بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وأبوه الصمة بن عمرو والحباب بن المنذر بن الجموح وعمير بن الحمام وتميم مولى خراش بن الصمة وعبدالله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب ومعاذ بن معوذ ابنا عمرو بن الجموح وأخوهما خلاد بن عمرو بن الجموح وعقبة بن عامر من بني نابي بن زيد بن حرام وحبيب بن أسود مولى لهم وعمير بن الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن حرام وبشر بن البراء بن معرور بن صخر بن مالك بن خنساء والطفيل بن مالك بن خنساء والطفيل بن النعمان بن خنساء وسنان بن صيفي بن صخر بن خنساء وعبدالله بن الجد بن قيس بن صخر بن خنساء وعتبة بن عبدالله بن صخر بن خنساء وجبار بن أمية بن صخر بن خنساء وقد قيل إن جبار بن صخر بن أمية بن خناس وخناس وخنساء أخوان وخارجة بن حمير وأخوه عبدالله بن حمير حليفان لهم من أشجع ويزيد بن المنذر بن سرح بن خناس وأخوه معقل بن المنذر وعبدالله بن النعمان بن بلدمة والضحاك حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن غنم بن كعب بن سلمة وسواد بن رزق بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن غنم ومعبد بن قيس بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم وعبدالله بن قيس بن صخر بن حرام وعبدالله بن عبد مناف بن النعمان بن سنان بن عبيد وجابر بن عبدالله بن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد وخليدة بن قيس بن النعمان والنعمان بن يسار مولى لهم وأبو المنذر يزيد بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة وقطبة بن عامر بن حديدة وسليم بن عمرو بن حديدة وعنترة مولاه ويقال إن عنترة هذا من بني سليم وعبس بن عامر بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم وثعلبة بن عنمة بن عدي وأبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد بن غنم وسهل بن سعد بن قيس بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم وعمرو بن طلق بن زيد بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم ومن بني أدي بن سعد أخي سلمة بن سعد بن علي معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد أخي سلمة بن سعد .

 ومن بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج قيس بن محصن بن خالد بن مخلد بن عامر بن زريق وأبو خالد الحارث بن قيس بن خالد بن مخلد وجبير بن إياس بن خالد بن مخلد وأبو عبادة سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد وأخوه عقبة بن عثمان وذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد ومسعود بن خلدة بن عامر بن مخلد وعباد بن قيس بن عامر بن خالد بن عامر بن زريق وأسعد بن يزيد بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق والفاكه بن بشر بن الفاكه بن زيد بن خلدة ومعاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة بن زريق وأخوه عائذ بن ماعص وعمهما مسعود بن سعد بن قيس  .

ومن بني العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق رفاعة بن رافع بن العجلان وأخوه خلاد بن رافع وعبيد بن زيد بن عامر بن العجلان .

 ومن بني بياضة بن عامر بن زريق زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة وفروة بن عمرو بن ودفة بن عبيد بن عامر بن بياضة وخالد بن قيس بن مالك بن العجلان بن عامر بن بياضة ورجيلة بن ثعلبة بن خالد بن ثعلبة بن عامر بن بياضة وعطية بن نويرة بن عامر بن عطية بن عامر بن بياضة وخليفة بن عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن بياضة .

 ومن بني حبيب بن عبد حارثة أخي زريق رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج .

 ومن بني النجار وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخرزج ثم من بني غنم بن مالك ابن النجار أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار وثابت بن خالد بن النعمان بن خنساء بن عسيرة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار وعمارة بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار وسراقة بن كعب بن عبد العزي بن غزية بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم وحارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم وسليم بن قيس بن قهد واسم قهد خالد بن قيس بن ثعلبة بن غنم وسهيل بن رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم وعدي بن أبي الزغباء حليف لهم من جهينة ومسعود بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وأبو خزيمة بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم ورافع بن الحارث بن سواد بن زيد بن ثعلبة بن غنم وعوف ومعوذ ومعاذ بنو الحارث بن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار وهم بنو عفراء ويقال إن أبا الحمراء مولى الحارث بن عفراء شهد بدرا والنعمان بن عمرو بن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار وعامر بن مخلد بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار وعبدالله بن قيس بن خالد بن خلدة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار وعصيمة حليف لهم من أشجع ووديعة بن عمرو حليف لهم من جهينة وثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار .

 ومن بني مبذول واسمه عامر بن مالك بن النجار ثم من بني عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك وسهل بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك والحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك كسر به بالروحاء فضرب له رسول الله صلى الله عليه سلم بسهمه  .

 ومن بني معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وهم بنو حديلة أبي بن كعب بن قس بن عبيد بن زيد بن معاوية وأنس بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية ابن عمرو بن مالك بن النجار  .

ومن بني عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وهم بنو مغالة فنسبوا إلى أمهم امرأة من كنانة أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وأبو شيخ بن أبي بن ثابت وقيل أبو شيخ بن ثابت أخو حسان بن ثابت وأوس بن ثابت وأبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار انقضى بنو مالك بن النجار ومن بني عدي بن النجار حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر ابن غنم بن عدي بن النجار وعمرو بن ثعلبة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر ابن غنم بن عدي بن النجار وهو أبو حكيم وسليط بن قيس بن عمرو بن عتيك بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأبو سليط أسيرة ابن عمرو وهو أبو خارجة بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وثابت بن خنساء بن عمرو بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وعامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ومحرز بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وسواد بن غزية بن أهيب حليف لهم من بلي وأبو زيد قيس بن سكن بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وأبو الأعور الحارث بن ظالم ويقال أبو الأعور بن الحارث بن ظالم بن عبس بن حرام بن جندب وسليم وحرام ابنا ملحان واسم ملحان مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار .

 ومن بني مازن بن النجار قيس بن أبي صعصعة واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار وعبدالله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول وعصيمة حليف لهم من بني أسد بن خزيمة وأبو داود عمير بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول وسارقة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول وقيس بن مخلد بن ثعلبة بن صخر بن حبيب بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار .

 ومن بني دينار بن النجار النعمان بن عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة ابن دينار بن النجار وأخوه الضحاك بن عبد عمرو وسليم بن الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار وجابر بن خالد بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار وسعد بن سهيل بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار وكعب بن زيد بن قيس بن مالك بن كعب بن حارثة بن دينار وبجير بن أبي بجير حليف لهم من بني عبس بن بغيض. (كتاب الدرر، الجزء 1، صفحات 124- 129.)

فجميع من شهد بدرا على ما وصفنا من الخزرج بن حارثة مائة وسبعون رجلا وجميع أهل بدر على ما ذكرنا ثلاثمائة رجل وسبعة عشر رجلا وقد ذكرنا من غاب عنها وضرب به رسول الله صلى الله عليه سلم بسهمه وأجره فيها. (كتاب الدرر، الجزء 1، صفحة 130.)